افتتح المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، صباح الأربعاء 1 أكتوبر 2025، أعمال دور الانعقاد السادس من الفصل التشريعي الثاني، مؤكدًا أن البرلمان عاقد العزم على استكمال رسالته الوطنية حتى آخر لحظة من عمر هذا الفصل، وفاءً للعهد الذي ألقاه على عاتقه شعب مصر العظيم.
التحديات الإقليمية
جبالي شدّد في كلمته على أن المنطقة العربية تمر بمرحلة فارقة تتصاعد فيها التحديات من كل اتجاه، وفي مقدمتها “الغطرسة الإسرائيلية” التي تهدر القانون الدولي وتغتال القيم الإنسانية، مشيرًا إلى أن إسرائيل لا ترى في السلام إلا ضعفًا ولا في العدوان إلا حقًا مكتسبًا، الأمر الذي يهدد استقرار المنطقة بأسرها.
ولفت إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية لم تقتصر على فلسطين وحدها، بل طالت دولاً عربية شقيقة، كان آخرها العدوان الغادر على دولة قطر، ما يعكس عقلية لا تؤمن إلا بمنطق القوة الغاشمة.
ثوابت الموقف المصري
أكد رئيس مجلس النواب أن موقف مصر واضح وصلب؛ فهي لا تتراجع عن دعم الحقوق العربية وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، رافضًا أي محاولة لتهجيره أو النيل من سيادة الدول العربية ووحدة أراضيها.
وأضاف أن البرلمان يجدد اصطفافه خلف فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أثبت بعد بصيرته وحكمته في إدارة ملفات الأمن القومي والسياسة الخارجية، مؤكداً أن القيادة المصرية تضع مصلحة الأمة واستقرارها فوق كل اعتبار.
مصر.. صوت العقلانية
وقال جبالي إن مصر، رغم المشهد المشتعل، ستظل منارة للسلام وصوتًا للعقلانية، متمسكة بخيارها الاستراتيجي في تحقيق الأمن عبر الحلول السلمية، وهو ما ظهر جليًا في نجاحها مؤخرًا في التوصل إلى اتفاق القاهرة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي فتح نافذة أمل لخفض التوترات الإقليمية والدولية عبر الدبلوماسية الهادئة والعمل الفعّال.
كما جدد التأكيد على أن مصر ماضية في مواصلة العمل مع الدول العربية والإسلامية، ومع الولايات المتحدة والشركاء الدوليين، لوضع حد للحرب في قطاع غزة، بما يضمن إدخال المساعدات الإنسانية دون قيود، ويحول دون تهجير الفلسطينيين، ويمهّد لإعادة إعمار القطاع، في إطار مسار عادل قائم على حل الدولتين.
التزام البرلمان الوطني
واختتم رئيس مجلس النواب كلمته بتأكيد أن البرلمان سيواصل دوره الوطني من خلال دبلوماسية برلمانية نشطة، تعكس منهج الدولة في الاتزان الاستراتيجي والعقلانية في التعامل مع قضايا الداخل والخارج، قائلاً:
“نفتتح اليوم فصلاً جديدًا من عملنا البرلماني، عاقدين العزم على أن نواصل رسالتنا حتى آخر لحظة، لا نبتغي إلا خدمة وطننا وصون مصالح دولتنا؛ لتبقى مصر – كما كانت دائمًا – سندًا للحق ودرعًا للعدل وصوتًا عاليًا للقيم الإنسانية.”
رئيس النواب يعلنها صريحة: الغطرسة الإسرائيلية تهدد الأمن الإقليمي
كتب: محمد عثمان