من هنا يبدأ الانهيار .. فهل يسمع الطيب وتواضروس والمسلمانى النداء؟ حوار صادم بينى وبين فتاة

20 أبريل 2025آخر تحديث :
بقلم عماد جبر

من هنا يبدأ الانهيار .. فهل يسمع الطيب وتواضروس والمسلمانى النداء؟ حوار صادم بينى وبين فتاة
نحن اليوم أمام أزمة حقيقية تهدد مستقبل هذا الوطن، أزمة تتعلق بشباب مصر الذين يُفترض أن يكونوا عماد الأمة وراية نهضتها. جيلٌ أصبح محبطًا، فاقدًا لهويته الدينية والثقافية، لا يعرف من دينه إلا ما هو مدوّن في بطاقة الهوية، بينما الواقع يخبرنا أنهم باتوا غرباء عن تعاليم الإسلام والمسيحية على حد سواء.
الغزو الفكري والثقافي الذي نجح الغرب في تصديره، عبر مفاهيم مغلوطة عن الحرية والتحرر، جعل من الزنا أمرًا مباحًا، ومن العري سلوكًا عاديًا، ومن المخدرات جزءًا من يوميات الشباب. لم يعد الأمر خفيًا أو محدودًا، بل أصبح يُعرض جهارًا على وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال فيديوهات الرقص والتعري والمحتوى المبتذل، بل حتى الأفلام والمسلسلات أصبحت تروج للبلطجة والانحراف والانفلات.
في لقاء عابر لكنه عميق الدلالة، دار حوار بيني وبين شابة لم تتجاوز الثامنة عشرة من عمرها، وهي في الوقت ذاته أم لطفلة صغيرة. كانت منهمكة في مشاهدة مقطع رقص عبر تطبيق “تيك توك”، فبادرتها بنصيحة نابعة من القلق على جيل بأكمله: “بدلاً من قضاء الوقت في مشاهدة مثل هذه الفيديوهات، لماذا لا تثقفين نفسك وتتعرفين على دينك؟”
طرحت عليها سؤالاً بسيطاً: “أنتِ بالتأكيد تعرفين أسماء المطربين وتحفظين أغانيهم، لكن هل تعرفين أسماء الخلفاء الراشدين الأربعة؟” فجاء الرد صادماً: “لا، معرفش حاجة عن الدين”. حاولت مجددًا وسألتها عن أركان الإسلام الخمسة، فكان الجواب ذاته: “معرفش حاجة عن الدين”.
هذه الشابة، التي ستُنشئ جيلاً جديدًا، تفتقر لأبسط مقومات المعرفة الدينية والثقافية، وتعيش في عزلة فكرية عن قضايا مجتمعها، غارقة في عوالم افتراضية سطحية. كيف لها أن تربي أبناءً يحملون مسؤولية الوطن، وهم يفتقدون القدوة والتوجيه الصحيح؟
من هنا تبرز الضرورة الملحة لتكاتف رموز المجتمع في إنقاذ الشباب من هذا التيه. فدور شيخ الأزهر لا يقتصر على الفتوى والتعليم الشرعي، بل يمتد إلى التوعية المجتمعية وتوجيه الأجيال نحو فهم صحيح للدين. كما أن بابا الكنيسة له مسؤولية موازية في زرع القيم الإنسانية والوطنية في نفوس الشباب. ولا يقل عنهم أهمية الهيئة الوطنية للإعلام، التي تملك القوة الناعمة القادرة على التأثير وصناعة الوعي، من خلال تقديم محتوى يرتقي بالعقول والضمائر.
إن شباب اليوم هم قادة الغد، وإذا تُركوا فريسة لثقافة سطحية ومحتوى فارغ، فستدفع الأمة الثمن غالياً. آن الأوان لتحرك حقيقي يعيد بناء وعي الشباب، ويصنع مستقبلًا يليق بمصر.
وأمام هذا المشهد المظلم، نتوجه بنداء صادق ومخلص إلى كل من:
• فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف
• قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
• الكاتب الصحفي الكبير أحمد المسلمانى، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام
أنتم اليوم تمثلون خط الدفاع الأول عن هوية هذا الوطن، دينه وثقافته وقيمه. إن ما نعيشه ليس مجرد ظاهرة اجتماعية عابرة، بل حرب ناعمة تستهدف شباب مصر، تسعى إلى تفريغهم من الدين والأخلاق والانتماء.
نناشدكم أن تتحركوا فورًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
• عبر خطب المساجد والكنائس، التي يجب أن تُخصص لنشر الوعي الديني المعتدل والتأكيد على القيم الأخلاقية.
• من خلال ندوات حوارية تثقيفية موجهة للشباب، تفتح لهم أبواب الفهم الصحيح للدين وحب الوطن.
• وبالأخص عبر الإعلام، الذي نرجو أن يلعب دوره الحقيقي في بناء الوعي، من خلال برامج دينية وثقافية تحاكي واقع الشباب، وتقدم لهم قدوة حقيقية، بعيدًا عن دراما الانحراف والابتذال التي تغزو الشاشات.
يا أصحاب المقامات الرفيعة، شباب مصر أمانة في أعناقكم. ستُسألون عنهم أمام الله، فكونوا لهم العون والسند، وأعيدوا إليهم الأمل والهوية، قبل أن تضيع البوصلة إلى غير رجعة.