fbpx

حكم قراقوش المُفتري عليه تارخيا و “حقيقة التاربخ المزور”

25 يوليو 2021آخر تحديث :
كتب: خالد نجم أرناؤوط

حكم قراقوش المُفتري عليه تارخيا و "حقيقة التاربخ المزور"
“حكم قراقوش” مثل شعبي مصري شهير جدا تتناقله الاجيال منذ قرابت تسعمائة عام دون وعي أو وقوف علي حقيقته فهو مثل شعبي له قصه وحكاية خاطئة وظالمة لصاحبه. فمن المؤسف اننا بمصر نردد قصص تارخية ونضرب بها الامثال وهي في حقيقة الأمر علي خلاف النموزج الحقيقة للواقع كــ المثل الدارج بيننا والمشهور (حكم قراقوش). والذي نتخذه كــنموذج للحاكم الظالم المستبد الذي لا عهد ولا وعدل له ، بل هناك من القصة التي نسجت حول هذه الشخصية التارخية والقيمة الإنسانية لتظهروا لنا ليس في شكل الحاكم المستبد فقط بل أيضا في صورة الغبي والساذج. ولكن. فكيف لرجل اعتمد عليه صلاح الدين مدة ثلاثون عام وولاه بعض المدن ومن واهمها ؛ لما استقل صلاح الدين بحكم الديار المصرية جعل له زمام القصر وشئون إدارته ثم ناب عنه مدة من الزمن علي الديار المصرية وفوض أمورها إليه واعتمد في تدبير أحوالها عليه. بل و استأمنه صلاح الدين علي كنوز قصر الدولة الفاطمية التي كانت تفوق الوصف بعد أن استولي علي عرشها وتمكن من حكمها . وعمد إليه بناء قلعة الجبل (قلعة صلاح الدين الأيوبي) والتي ظلت مقر للحكم من 1183 إلي 1860 فهي تعد أعرق مقر للحكم في التاريخ المصري بعد الفتح الإسلامي علي الاطلاق فهي اكبر شاهد علي أهم الاحداث والحكام التي تعاقبوا عليها فلقد تعاقب علي حكم مصر من خلال مقرها 257 حاكم. وهذا عدد قياسي لم يسبق لأي مقر حكم إن اعتلاه هذا الكم من الحكام رغم اختلاف ايدولوچيتهم فهذا إن دل فانما يدل علي عبقرية بانيها التي جعلها تتلائم مع أي نظام حكم ؛وتكون صحن حصيناً لأي حاكم حتي وإن كانوا مختلفين. فهل قراقوش كان ( متخلف وغبي وساذج كما صورته بعض الخرفات و الفلكلور الشعبي ؛ وللأسف في بعض الأعمال الفنية مثل مسرحية حكم قراقوش للمبدع نجيب الريحاني عام 1935 والتي شوه فيها صورته بشكل ساخر وساذج وايضا فيلم حكم قراقوش للفنان القدير سراج منير عام 1953). فهذا العظيم . حضرتة جناب صاحب السعادة الوزير /قراقوش المشوه تارخيا له أيضا شواهد علي عظمته و عبقريته التي نفتخر بها إلي يومنا هذا كمصريبن وعرب ؛ وهو سور القاهرة الشاهد حتي يومنا هذا علي عظمة وعبقرية من قام ببنائه وسور عكا أيضا إنه معالي الوزير قراقوش أيها السادة ؛ حقا كان رجلاً مسعودًا حسن المقاصد جميل النية وصاحب همة عالية كقمم الجبال بل كان ثالث ضلعي المثلث للدولة الايوبية وقوه ارتكازها قبل الضلع الثالث الفقه : عيس المهكاري وقبل الضلع الثاني القاضي الفاضل كان هو قرقوش هو الضلع الأول؛واحد أركانها والقوة الضاربة للدولة الايوبية فهو عسكري عظيم و معماري فذ ورجل دولة متدين عادل من الطراز الأول و مجاهد وكان له من الفضل عدد من الأوقاف في سبيل الله ما لا ينكره إلا جاحد. وقصة ظلمه ! ترجع إلي خصومة وحقد دفين كانت بينه وبين المؤرخ الاسعد إبن مماتي الذي الف كتابه ( الفاشوش في معرفة اخبار قراقوش ) وهذا الكتاب الفه بعد موت قراقوش خصيصا ليفترى عليه فيه بالباطل والزور لخصومته وعداوته له وحقده علي حضرت جناب الوزير قراقوش مما دفعه لتزوير سيرته وتزييف تاريخه وتشويه سمعته (واخبر وليس بيننا آخر) أقول لكم. ليس كل ما يقرأ يقال وليس كل ما يقرأ حقيقي وليس كل ما يقرأ يعتقد سواء كان المحتوي دينيا أو فكريا أو تارخيا أو علميا فكلا منا (يأخذ منه ويرد عليه) فكل شخصية سواء تارخية أو دينية أو فكرية لها ما لها وعليها ما عليها ( باستثناء انبياء الله فهم أصحاب العصمة) فكثير من المؤرخين كتبوا التاريخ باهوائهم وكثير من المفكرين بل وكل المفكرين لم يصلوا إلي الحقيقة الكاملة وكثير من الفقهاء قاسوا مسائل فقهم علي حاضرهم وزمنهم وطاقة إيمانهم فراجعوا التاريخ واستقوه من العدول لا أصحاب الاهواء لإنه لن يقول الخصيم في خصمه شعراً رحم الله الامير الوزير أبو سعيد قراقوش بن عبد الله الأسدي الملقب بهاء الدين قراقوش ( العقاب ـ الطير الجارح)