أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن العالم يشهد مرحلة فارقة تُعاد فيها صياغة التوازنات الدولية، الأمر الذي يفرض تحديات غير مسبوقة على المجتمع الدولي، مشددًا على أن إصلاح منظمة الأمم المتحدة لم يعد خيارًا بل أصبح ضرورة حتمية لمواكبة تلك التحولات.
وقال الرئيس السيسي، في كلمته للاحتفال بالذكرى الثمانين لإنشاء الأمم المتحدة، إن مصر تواكب هذه المتغيرات برؤية واضحة، تنطلق من إيمان راسخ بدورها التاريخي في دعم النظام الدولي متعدد الأطراف، ودعمها الدائم لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وعلى رأسها السلم والأمن الدوليين.
وأضاف: “نعيش اليوم لحظة مفصلية في تاريخ العلاقات الدولية، تتطلب منا جميعًا التكاتف لإعادة إرساء نظام عالمي أكثر عدالة وإنصافًا، يراعي مصالح جميع الشعوب دون استثناء”.
وأشار الرئيس إلى اعتزاز مصر بدورها كإحدى الدول المؤسسة للأمم المتحدة، ومساهمتها الفاعلة في عمليات حفظ السلام، مؤكدًا استمرار القاهرة في دعم جهود تعزيز التعاون الدولي وتحقيق التنمية المستدامة.
الأمم المتحدة.. منصة دولية للتعاون والسلم العالمي
تأسست منظمة الأمم المتحدة في أعقاب الحرب العالمية الثانية عام 1945، بهدف منع تكرار ويلات الحرب، وترسيخ السلم والأمن الدوليين، إضافة إلى تعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.
وتضم المنظمة في عضويتها 193 دولة، وتتخذ من مدينة نيويورك الأمريكية مقرًا رئيسيًا لها. وتعمل من خلال عدد من الأجهزة الرئيسية، من أبرزها الجمعية العامة، ومجلس الأمن، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، ومحكمة العدل الدولية، بالإضافة إلى عشرات الوكالات المتخصصة مثل منظمة الصحة العالمية، واليونيسيف، واليونسكو.
ورغم الانتقادات الموجهة للمنظمة بشأن فاعلية قراراتها أو التأثير المفرط لبعض القوى الكبرى داخل مجلس الأمن، تظل الأمم المتحدة إحدى أهم ركائز النظام الدولي، وتلعب دورًا محوريًا في الوساطة وحل النزاعات، ودعم الدول النامية، ومجابهة التحديات العالمية كالفقر، وتغير المناخ، والأوبئة، وحقوق الإنسان.
خاتمة تحليلية
تصريحات الرئيس السيسي تأتي في وقت يشهد فيه العالم تحولات جيواستراتيجية كبرى، تفرض إعادة النظر في آليات العمل الدولي. ومن هذا المنطلق، تبرز دعوة مصر لإصلاح الأمم المتحدة كخطوة استراتيجية تعكس طموحات شعوب العالم النامي، نحو نظام عالمي أكثر توازنًا وشمولًا وعدالة.