fbpx

فقه الصيام فى رمضان .. ما هو الاعتكاف ومدده واحكامه وافضاله؟!

27 مارس 2024آخر تحديث :
كتب: احمد على ضرار

فقه الصيام فى رمضان .. ما هو الاعتكاف ومدده واحكامه وافضاله؟!
ايام قليلة تفصلنا عن موعد العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك ويبدأ خلالها المسلمون فى شتى بقاع الارض الاعتكاف فى المساجد والكثير منا لا يعرف عنه شئ وخلال هذه السطور نوضح ما هو الاعتكاف واحكامه وافضاله
الإعتكــــــــــــــــــــــاف:
١ـ معناه الإعتكـاف:
هو لزوم المسجد والمكث فيه بنية الإعتكاف أو التقرب إلى الله تعالى .
قال تعالى « ما هذه التماثيل التى أنتم لها عاكفون» الأنبياء 52 أى مقيمون متعبدون لها.
٢ حكم الإعتكــــــــــــــــــــــاف:
هو سنة مؤكدة فى العشر الأوخر من رمضان ، ومستحب فى غيرها ، ولا يكون واجباً بالنذر، فمن نذر أن يعتكف يوماً أو أكثر وجب عليه الوفاء به، لقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم « من نذر أن يطيع الله فليطعه»، البخاري،
ورى عن الفاروق عمر بن الخطاب أنه قال: يا رسول الله إنى نذرت أن أعتكف ليلة فى المسجد الحرام، فقال « أوف بنذرك)»
٣ فضل الإعتكــــــــــــــــــــــاف:
الإعتكاف عبادة جليلة يترتب عليها صفاء الروح ونقاء القلب لما فيه من الانقطاع عن شغل الدنيا والاشتغال بتحصيل ثواب الاخرة، ولذلك واظب عليه النبى عليه افضل الصلاة والسلام، لى العشر الأوخر من رمضان فى كل عام.
٤ شروط صحة الإعتكــــــــــــــــــــــاف:
٢،١ الإسلام ، والتميز، فلا ؤصح الإعتكاف من كافر ولا صبى غير مميز.
٣_ الطهارة الكبرى: فلا يصح إعتكاف الجنب أو الحائض ولا النفساء، فإذا أجنب المعتكف، أى أصبح على جنابة، وجب عليه الخروج من المسجد والإغتسال من الجنابة ثم يعود إلى معتكفه، هذا إذا كان المسجد ليس فيه حمام يمكن أن يغتسل فيه من الجنابة،
وإذا حاضت المرأة أو نفست، أى وضعت، وجب عليها الخروج من المسجد ولا تعود إليه إلا إذا طهرت،
٤: المسجد الجامع:
فلا يصح الإعتكاف فى المنزل، ولا فى المسجد الذي لا تقام فيه صلاة الجماعة، حتى لا يفوته حضورها مع الجماعة.
٥: الصوم: سواء كان الإعتكاف واجب أم سنة، لقول عائشة رضي الله عنها،«السنة على المعتكف ألا يعود مريضاً ولا يشهد جنازة، ولا يمس إمرأة ولا يباشرها، ولا يخرج لحاجة إلا لما لابد منه. ولا اعتكاف إلا بصوم، ولا اعتكاف الا فى مسجد جامع»
٦: ترك المباشرة: وهى الجماع ومقدماته كالقبلة واللمس، لقوله تعالى « ولا تباشروهن وأنتم عاكفون فى المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها….» الاية، البقرة ١٨٧
٧: إذن الزوج: فلا يصح للمرأة ان تعتكف إلا بإذن زوجها. ولو إعتكفت المرأة بغير إذن زوجها لا يصح اعتكافها وعليها الإثم، ولزوجها الحق فى منعها وإفساده عليها إن شىرعت فيه،
وعند الشافعية: يصح اعتكافها من غير إذن زوجها لكن مع الحرمة.
إختلف الفقهاء فى المكان الذى تعتكف فيه المرأة:
١: الأحناف: قالوا بجواز اعتكافها فى مسجد بيتها، أى فى المكان الذى أعدته للاصلاة والتعبد فيه، أى مكان خاص، ولا يصح اعتكافها فى غرفة نومها، ولا فى حجرة الطعام،
وقد كان المسلمون قديماً يجعلون فى بيوتهم أماكن مخصصة للعبادة والصلاة والخلوة مع الله،
وقد أجاز أكثر الفقهاء، للمرة أن تعتكف فى المسجد الجامع بشرط الأمن وأن لا تكون من ذوات الحُسن والهية،
وما هو أقرب إلى القلب أنه لا يؤمن على المرأة الآن الاعتكاف فى المسجد، لعدم توافر الشروط وفساد الأخلاق والضمائر،
مدة الإعتكــــــــــــــاف:
إختلف الفقهاء فى أقل مدة الإعتكاف ، وفى أكثر مدته،
١: المالكية: أقله يوم وليلة، لانهم جعلوا الصوم شرطاً فى صحته.
وقال غيرهم أقله لحظه، فلو دخل المسلم المسجد وجلس ينتظر الصلاة ونوى الإعتكاف صح اعتكافه، لأنهم لم يشترطوا الصوم إلا فى الإعتكاف المنذور،
ومنهم من لم يشترط الصوم فى الإعتكاف مطلقاً.
♕ أما أكثر مدة الإعتكاف:
فالاصح أنه لا حد لأكثره، فللمسلم أن يعتكف الدهر كله ولا يقطع الإعتكاف إلا فى الأيام التى لا يصح الصوم فيها عند من جعل الصوم شرطاً فى الإعتكاف.
ومنه من قال يكره أن يعتكف أكثر من عشرة أيام.
ومنهم من قال يكره له أن بعتكف أكثر من شهر .
مستحبات الإعتكاف:
يستحب للمعتكف الإكثار من الذكر وقراءة القرآن، وقراءة الكتب الدينبة، من فقه وتفسير وغيرها،
ويستحب له أن يعتكف فى أخر المسجد ليكون بعيداً عن الناس حتى لا يشغلوه عن الذكر والتعبد.
ويستحب له أن يأخذ معه ما يلزمه من ملابس وطعام وشراب ، ويستحب له أن لا يتكلم إلا بخير.
ويستحب له أن يختار أفضل المساجد، كالمسجد الحرام، ويختار أفضل الأيام مثل العشر الأواخر من رمضان،
ما يفسد الإعتكاف:
١-الجماع: ليلاً أو نهار ولو بخارج المسجد ، لقوله تعالى ( ولا تباشروهن وأنتم عاكفون فى الساجد» ومن المعلوم أن الجماع فى المسجد حرام،
٢- إنزال المنى فى اليقظة: بنحو تقبيل أو لمس أو طول تذكر فى الجماع، ويحرم التقبيل واللمس فى المسجد لحرمته ومكانته،
٣- ويفسد بالأكل والشرب : عند من جعل الصوم شرط فى الإعتكاف.
٤- ويفسد بالحيض والفاس:
فعلى المرأة إذا حاضت أو نفست فعليها أن تخرج من المسجد فى الحال،
٥- ويفسد بالخروج من المسجد بلا عزر.
الأعذار التى تبيح للخروج من المسجد:
أولاً- أعزار طبيعية: كالبول والغائط، والإغتسال والأمر التى لابد منها.
ثانياً- أعذار شرعية: كالخروج إلى صلاة الجمعة إذا كان فى مسجد ليس فيه صلاة الجمعة، بشرط أن يعود إلى معتكفه بعد قضاء الصلاة مباشرة .هذا عند من يجوز الإعتكاف فى غير المسجد الجامع،
ثالثاً- أعذر اضطرارية: كإطفاء حريق او إنقاذ غريق ونحو ذلك.
وجوذ بعض الفقهاء للمعتكف أن يخرج إلى الجنازة او زيارة مريض، أو لشهادة تعينت عليه، إذا كان الإعتكاف تطوعاً غير منذور.
والأصح بعدم الجواز، لحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، « السنة على المعتكف ألا يعود مرضاً، ولا يشهد جنازة »
قضاء الإعتكاف:
من شرع فى الإعتكاف وكان متطوع ثم قطعه بعذر أو بغير عذر استحب له قضاؤه فى أى وقت شاء،
والجمهور: قالوا يجب عليه القضاء، وهو الأصح،
أما من نذر أن يعتكف يوماً أو أياماً ثم قطع الإعتكاف وجب عليه القضاء، لأن النذر وجب الوفاء به لأنه لا يسقط بالقضاء، فإن مات ولم يقضه لايقضه عنه وليه،
وقيل يقضه وليه عنه، لما روى عن عائشة رضي الله عنها، أنها اعتكفت عن أخيها بعد موته.