
أثار قرار الكابتن محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي، بعدم خوض انتخابات القلعة الحمراء المقبلة صدمة كبيرة داخل الأوساط الرياضية وبين جماهير النادي، بعدما أعلن رسمياً يوم الجمعة 12 سبتمبر 2025 عزوفه عن الترشح والاكتفاء بثماني سنوات على رأس الإدارة، مبرراً خطوته بضرورة “الاستجابة لتوصيات الأطباء والبدء في مرحلة علاجية عاجلة”.
ورغم البيان، لم تهدأ محاولات رموز الأهلي ولجنة الحكماء لإقناعه بالاستمرار، حيث كشفت مصادر مطلعة أن الساعات الماضية شهدت تحركات مكثفة للضغط على الخطيب للعدول عن قراره ومواصلة ما بدأه من إنجازات. ووفقاً للمصادر ذاتها، طلب الخطيب فترة قصيرة للتفكير والراحة، لكنه لم يحسم موقفه حتى الآن.
مجلس إدارة النادي الأهلي رفض بشكل قاطع قرار الخطيب، مؤكداً في بيان رسمي أن “النادي في أمسّ الحاجة لقيادته لمزيد من الإنجازات”. الموقف نفسه تبناه نجوم الأهلي السابقون، وعلى رأسهم الأسطورة مصطفى عبده الذي قال في تصريحات تلفزيونية: “سأقابله يوم الجمعة في الجمعية العمومية وأقول له الأهلي يحتاجك حالياً”. فيما وجّه ربيع ياسين رسالة مباشرة قائلاً: “يا كابتن خطيب، كمّل مسيرتك.. أنت أسطورة ناجحة وعظيمة، وكل أبناء الأهلي يقفون خلفك”.
معاناة صحية وراء القرار
مصدر من داخل القلعة الحمراء أكد أن الحالة الصحية للخطيب هي الدافع الأكبر وراء ابتعاده، إذ نصحه الأطباء بضرورة الراحة والهدوء، خاصة بعد سنوات من المعاناة مع مشاكل صحية. ورغم أن الأطباء طالبوه سابقاً بالسفر للعلاج في فرنسا، إلا أنه عاد سريعاً لإدارة اجتماعات النادي بنفسه، في إشارة إلى عشقه الكبير للأهلي وعدم قدرته على الابتعاد عنه.
أسطورة لا تتكرر
الخطيب، الملقب بـ”بيبو”، يعد أحد أعظم لاعبي الأهلي عبر التاريخ. منذ انضمامه للفريق عام 1971 وحتى اعتزاله عام 1988، سجل 164 هدفاً في الدوري و37 في البطولات القارية، وقاد الفريق لتحقيق 10 ألقاب دوري و5 كؤوس محلية، إضافة إلى بطولتين لأبطال أفريقيا وثلاثة ألقاب لكأس الكؤوس.
وعلى صعيد المنتخب، لعب 54 مباراة دولية سجل خلالها 24 هدفاً، وكان أحد أبرز عناصر تتويج مصر بكأس الأمم الأفريقية 1986، فضلاً عن مشاركته في أولمبياد 1980 و1984. كما حصد جائزة أفضل لاعب أفريقي من مجلة فرانس فوتبول عام 1983.
قائد المسيرة الإدارية
بعد اعتزاله، واصل الخطيب مسيرة العطاء، ليتولى رئاسة الأهلي عام 2017، ويحقق معه طفرة هائلة شملت الفوز بـ6 بطولات دوري و4 ألقاب لدوري أبطال أفريقيا، إضافة إلى 3 برونزيات في مونديال الأندية. كما وضع حجر الأساس لملعب الأهلي والمدينة الرياضية في الشيخ زايد بميزانية 4 مليارات جنيه.
الخطيب ارتبط اسمه بـ26 لقباً قارياً من أصل 27 حققها الأهلي، كلاعب وإداري، ليصبح حالة فريدة في تاريخ الرياضة المصرية والعربية، ورمزاً لا يتكرر في الإخلاص والوفاء للكيان.
ورغم إعلانه الابتعاد، يبقى “بيبو” أيقونة لن تمحوها السنوات، وصوت الجماهير لا يزال يطالبه: “استمر.. الأهلي يحتاجك”.



