تحقيق : وليد سلام
كثير من الادوات والمواد التى يستعملها الانسان بشكل يومى دون ان يدرى ان لها مخاطر شديدة على صحته ، من هذه الادوات زجاجات المياه الغازية والمعدنية البلاستيكية وعلب الطعام البلاستيكية والشنط السوداء وحفاظات الاطفال اضافة الى البنطلون المصنوع من مادة الفيزون ، ومستحضرات التجميل ، كل هذه الادوات تدخل فى تركيبها مادة ” الفثالات ” التىى تضاف الى للبلاستيك ليجعله اكثر مرونة وغير قابل للكسر ، وهى مادة سامة خطرة جدا على صحة الانسان قد تتسبب فى سرطان الكبد وتشوه الاجنة والعقم عند الرجال والنساء اضافة الى تأثيرها على الكلى والجهاز التنفسى مسببة التهاب فى الغشاء البلورى وربو شعبى واورام بالرئة وسرطان الثدى …البوابة نيوز تحققت من خطورة هذه المادة على صحة الانسان من خلال خبراء الكيمياء واستشاريوا الكبد والجهاز الهضمى والصدر …
فى البداية قال الدكتور محمد سعد استاذ الكيمياء الحيوية بجامعة القاهرة ، ان مادة الفثالات هى مادة مسؤولة عن المرونة وتحمل الصدمات وهى مادة رخيصة الثمن وهى موجودة فى جميع أنواع البلاستيك ومستحضرات التجميل مثل المانيكير وأيضا موجودة بكل البلاستيكات التى تلف فيها اللحوم والفراخ وموجودة فى زجاجات المياه البلاستيكية ،كما ان هذه المادة تضاف الى البنطلونات الحريمى الجديدة التى تسمى الفيزون ، كما تتواجد هذه المادة فغى حفاظات الاطفال والببرونات ، مضيفا ان الجرعة الضارة لها هى 40 مللى جرام فى اليوم ، وهى مادة خطرة جدا وضررها يتوقف على مدة التعرض لها وطريقته ، وضررها يبدأ على الدم اولا ثم الكلى ثم القلب ثم الاسنان والكبد ، وهذه المادة تسبب السرطان للمرأة اكثر من الرجل بسبب التعرض الكبير واليومى لمادة الفثالات والسرطان ياتى من الفعل التراكمى للتعرض لهذه المادة ، لكن اغلب ما يحدث للناس من ضرر المادة السريع هو خلل صحى نتيجة التعرض لها .
وأضاف سعد ان الفثالات اسرع فى النقل للانسان عن طريق المادة الدهنية مثل الجبن واللحوم ، والحلول هو ان يوضع الطعام فى ورق الزبدة او ورق عادى ولا يوضع فى ورق الصحف لان احبار الطباعة تحتوى على نفس المادة ، وللتجنب نستخدام بدائل مثل استخدام زجاجة من الزجاج وعدم وضع الطعام فى علب بلاستيكية ووضعه فى بدائل اخرى .
ورأى الدكتور محمد عز العرب استشارى الكبد ورئيس وحدة الأورام بالمعهد القومى للكبد والمستشار الطبى للمركز المصرى للحق فى الدواء ، ان زجاجات المياه الغازية والبلاستيكية تستخدم لمرة واحدة فقط لان مادة البلاستيك يضاف عليها مادة البوليثين ويوجد ضمنها مواد مسرطنة ففيها مادة ” دى ايثيل هيدروكسى لامين ” ” D E H L ” وهى مادة مسرطنة تدخل فى صناعة الزجاجات البلاستيكية وعند اعادة استخدام الزجاجة تتحلل هذه المادة ، كما تجتوى الزجاجات على مادة اخرى تسمى بولى يوريثان ، مضيفا ان العبوات بها تركيبات كيميائية كثيرة جدا منها مواد عضوية تتحول الى مواد كيماوية بفعل الزمن او تغير الحرارة والبولى يوريثان مادة عضوية لها خواص كيماوية ممكن تتحول الى مادة السيانيد ولو كانت تركيزاته عالية من الممكن ان تؤدى الى الوفاة ، والامهات تعطى اطفالهم زجاجات بلاستيك مملوءة بالماء ولا يعلمون خطورتها على ابنائهم .
وأضاف عز العرب أنه لابد ان يتم التخلص من هذه الزجاجات بطريقة أمنة ويجب على وزارتى الصحة والبيئة الزام كل الشركات المياه والمياه الغازية بوضع تحذير واضح باللغة العربية على الزجاجات باستخدامها مرة واحدة فقط وهذه المواد كلها من الممكن ان تسبب سرطان الكبد بشكل عام ، فيجب زيادة الوعى الصحى لدى وزارة التعليم والصحة وتوعية الناس والطلاب فى المدارس .
فيما قال الدكتور أحمد سمير أبوحليمة، استشاري الباطنة والكبد والجهاز الهضمي والمناظير بكلية الطب جامعة عين شمس ، أنه عند دخول مادة الفثالات إلى جسم الإنسان يتم تحويلها إلى منتجات تخرج سريعاً في البول وقد تم عمل العديد من الابحاث الدولية علي المخاطر الصحية لهذه المادة فتبين وجود علاقة وثيقة بينها وبين زيادة نسبة الاصابة بسرطان الثدي والكبد وعقم الرجال وتشوه الاجنة عند الحوامل و مرض السكر من النوع الثاني و مرض السمنة وتأخر النمو العقلي والعصبي ومرض التوحد عند الاطفال وكثير من الدول الغربية الان اصدرت توصيات بمنع هذه المادة نهائيا لمخاطرها العديدة واستبدالها بمواد أمنة .
وقد أوضح الدكتور محمد نويصر ، استشارى امراض الصدر والحساسية ، أن هذه الماده تودئ الي سرطان بالمعده والامعاء ولها تأثير قوي علي البلعوم والمرئ ، مضيفا انها موجودة بقوة فى الشنط البلاستيكية السوداء ولها تاثير علي الجهاز المناعي والكبد والجهاز التنفسي ، مطالبا بالتثقيف الصحي باستمرار للناس .
وأكد نويصر ان لها تأثر على الجهاز التنفسى حيث تؤدى الى ربو شعبي واورام بالرئه والغشاء البلوري للرئه وتمدد بالشعب الهوائيه .
