fbpx

الإدمان سلوك نفسي غير مرتبط بإدمان المخدرات

18 يونيو 2021آخر تحديث :
بقلم محمد منصور

الإدمان سلوك نفسي غير مرتبط بإدمان المخدرات
الحقيقة التى لا يعرفها الكثيرين، أن الادمان له وجوه كثيرة.. ومخاطر عديدة… وطرق مختلفة.
الكُحول والكوكايين والنيكوتين.. جميعها تُشبه لعب القُمار، ممارسة الجنس، حُب التسوق و”إدمان العصر” الإنترنت..
وهذا ما انا بصدد توضيحه لك عندما تقترب أكثر من الصورة.. الآن.
إذًا الادمان مرض لا يتعلق فقط بالمخدرات، وإنما يتعلق بالسلوك والاعتمادية النفسية التى تنشأ عند الشخص عند ممارسة هذا السلوك.

محتويات المقال

ما هو الادمان؟

الادمان مرض مزمن يتفاقم عندما يتعاطى الشخص مواد من شأنها أن تكون لها طبيعة ادمانية مثل “الكحول والكوكايين والنيكوتين”، أو فعل أى نشاط يكون ممتعًا بدرجة معينة مثل “القمار والجنس والتسوق”، حيث يصبح الإدمان سلوكًا قهريًا يتعرض فيها جسم المتعاطي لعملية بيولوجية تحدث نتيجة إفرازات معينة فى الدماغ، سواء بسبب المواد المخدرة، أو بفعل سلوك يعود عليه بالمتعة واللذة، ويكون سلوكهم خارج عن السيطرة، ويتسبب فى مشاكل لهم وللآخرين.
إنه مرض نفسى سلوكى يحتاج إلى علاج الادمان، وليس فقط العلاج الجسدى فى مستشفى، أو مركز لسحب السموم، إنما هو مرض نفسى اعتمادى يحتاج إلى إعادة تأهيل نفسى وسلوكى للوصول بالمريض إلى مرحلة التغير النفسى السلوكى الذى يحتاجه للتعافي، وأن يعود فردًا منتجًا فى مجتمعه دون أن يتعاطى المخدرات.
الكثير من مدمنين المخدرات يشعرون بهذا الخواء عندما يمتنعون عن التعاطي، ويحاولون أن يعوضوا هذا الخواء الروحى والنفسى بطرق كثيرة فمثلًا بتغيير المادة المخدرة أملًا منهم أن يتوقفوا عن التعاطي، أو بالسفر، أو بالزواج أحيانًا، وأيضًا تتدخل الأسرة فى كثير من الأوقات لإكمال الزواج، آملين أن يكون سبب فى شفاء وتعافي ذويهم من المخدرات، ولكن بعد فتره يكتشفون أنهم فشلوا، وأنهم فقط استبدلوا المخدرات، والسلوك الادمانى بشئ أخر مؤقت، ويرتدون إلى الأنماط السلوكية مرة أخرى، وفى كثير من الأوقات تكون أشد عنفا

خصائص الإدمان على المخدرات

اللهفة والاشتياق وهي فكرة كالوسواس تظل مسيطرة على المدمن حتى يندفع في طريقه للحصول على المخدرات بأية وسيلة.
الميل إلى زيادة الجرعة باستمرار للحصول على اللذة المعروفة عند المدمن وهي تسمى ظاهرة التحمل أو الاطاقة.
حدوث أعراض الانسحاب عقب التوقف عن التعاطي لمدة تتراوح بين اثنتي عشرة ساعة وستة وثلاثين ساعة – وهي أعراض جسيمة ونفسية.
استمرار التعاطي رغم الخسائر المتفاقمة للمدمن وعائلته.
محاولات فاشلة للتوقف رغم ادعاء المدمن لرغبته في التوقف.

أسباب الإدمان علي المخدرات

لا شك أن أصدقاء السوء هم من أهم سبب لبداية الإدمان عند المدمن وأيضا أن الرغبة في التجريب والمغامرة في عالم الإدمان والمخدرات مثير كأن يكسر لديه الملل.
وربما أيضا رخص أسعار المخدرات كان لها دور هام مع ملاحظة أن مصروفه الشخصى كان كبيرا بالإضافة إلى التدليل من اسرته والرفاهية التي كان يعيش فيها.
الافكار الخاطئة لدى المدمن – حتى قبل إدمانه مثل يجب ان اكون سعيدا دائما انا افضل واحد أو يجب أن اكون أفضل واحد في اصحابى أو في اسرتى يجب ان اعيش الحياة بشروطي انا دماغى انا.
السلوكيات الادمانية المبكرة مثل الإفراط في اللهو والإنفاق والسهر والاحساس الزائد بالنفس – النرجسية الزائفة.
افتقاد الدعم الأسرى والاجتماعى والروحانى.
افتقاد للقدرات الشخصية والنفسية للتعامل مع ظروف الحياة المختلفة والمشكلات الشخصية والأسرية.

عيوب المدمن الشخصية

لا شك أن عيوب المدمن الشخصية كثيرة فالمدخن ذاتى جدا عنيد وغضوب ومندفع وله صفات أخرى كثيرة سيئة ولكنه عبر برنامجه العلاجى يستطيع ان يتعرف على هذه الصفات السيئة لديه.
ويفهمها ثم يبذل قصارى جهده للتخلص منها فإن استطاع التخلص منها بمساعدة الفريق العلاجى فرصته في التعافى كبيرة وإن لم يستطع وظلت هذه الصفات لديه بعد برنامجه العلاجى فاحتمالات انتكاسته عالية جدا.

دور الأسرة في حماية أبنائها من الإدمان

لا ريب أنه كلما كانت الأسرة حانية على افرادها غير طاردة لهم – أي أسرة متماسكة مرنة تسمح لأفرادها بالتعبير عن أنفسهم دون خوف كان لذلك مردود طيب على افرادها ويصب في خانة الصحة النفسية لهم وعلى النقيض.
إذا كانت الأسرة مفككة بسبب الطلاق أو الانفصال الواقعة بين الابوين كلما كان ذلك ضاغطا على أفرادها طاردا لهم بحثا عن شلة مناسبة وانتماء آخر وكذلك الأسرة القاسية أو المحافظة تدفع ابناءها أحيانا إلى التمرد والبحث عن البديل.

إدمان المخدرات وأصدقاء السوء

لا شك أن الأسرة هي المناخ الأول لتكوين شخصية الافراد ونوعية العلاقات ودرجة التماسك داخلها ولها كذلك دور كبير في تكوين أفرادها ولكن لايجب ان يكون هذا مبررا للادمان
فمن أشهر التبريرات المعروفة عند المدمنين واهلهم “انا ادمنت بسبب أصدقاء السوء” ويعتبر هذا التبرير المشهور فاشلا حيث انه لا يوجد من يرغم أحد على استمراره التعاطى.
فقد يغرى أحد الاصدقاء الاخر بالتجريب ولكنه بالتأكيد لا يستطيع إجباره على الاستمرار كما لا بدَّ ان تدرك الأسرة ان ترك اولادها لاصحاب السوء خطر سيعجزون عن محاربته واخيرا يلجئون إلى مصحات علاج الادمان التي طالما شهدت فئات كثيرة كان الاهل هم السبب الحقيقى وراء ادمان ابناءهم.