الحياة كلها علاقات متبادلة بين ادم و حواء باختلاف ادوارهم فى الحياة فأحيانا يكونوا الابن و احيانا يكونوا الازواج و احيانا يكونوا الاباء و احيانا يكونوا الزملاء و احيانا الاقارب……
الحياة كلها ادوار و علاقات بين ادم و حواء.
و لكن ما يحدث ان ادم و حواء فى كثير من الاحيان يحدث بينهم مشاكل تكون بسيطة فى البداية ثم تزداد مع الوقت.
و مع الاسف انه مع عدم فهم ادم و حواء و ادراكهم لاحتياجات الطرف الاخر تزداد الفجوة بينهم و تزداد المشكلات.
و الحقيقة ان هذه الاحتياجات متبادلة بينهم بمعنى انه اذا توقف طرف عن تلبية هذا الاحتياج للاخر يتوقف تلقائيا و لاشعوريا الطرف الاخر عن العطاء و بدون وعى لانه عنده نقص للاحتياج المقابل.
و لذلك يجب ان نكون واعين بهذه الاحتياجات و يجب ايضا ان نفهم ان هذه الاحتياجات لها اولويات فمثلا عند ادم يوجد احتياجات لها الاولوية عن احتياجات اخرى و كذلك حواء. دعونا نستعرض سويا بعض هذه الاحتياجات المتبادلة فمثلا اذا ارادت حواء الامان و الطمأنينة و هو اولوية بالنسبة لها فعليها ان تشجع ادم و العكس صحيح فأذا اراد ادم التشجيع من حواء فعليه ان يعطيها الامان و الاطمئنان. و هنا نتفهم ان منطق الانانية و ان طرف يريد ان يأخذ بدون ان يعطى هو منطق خطأ لانه لا شعوريا سيتوقف الطرف الاخر مع الوقت عن العطاء و بدون ان يعى ما يفعله و بدون قصد.
اذا اراد ادم ان يكون مقدرا على كل افعاله لدى حواء فعليه ان يعطيها الاحترام فيما بينهم و كذلك امام الاخرين فمثلا لا يهينها ثم يطلب التقدير!!! لا شعوريا لن يجده لانه لم يعطيها احتياجها.. و هنا لنا وقفة فى مجتمعاتنا العربية حيث يتصور الرجل ان من حقه ان ينال التقدير مهما كانت طريقة تعامله مع حواء و للاسف هذا خطأ لانها احتياجات متبادلة..
اذا ارادت حواء ان يتفهمها ادم فعليها ان تعطيه التقبل و الرضا عن افعاله فلا تطلب منه ان يتفهم افعالها و يعذرها احيانا على تصرفاتها الغير منطقية من وجهة نظره اذا كانت هى لا تتقبل افعاله وترضي عنه و دائمة اللوم و النقد..لا شعوريا لن تجد التفهم!!!
اذا اراد ادم ان يجد الاستحسان من حواء على افعاله و مواقفه تجاه الامور فعليه ان يدعمها و يؤمن بها و بقدراتها!!! فلا يتصور انها سوف تستحسن موقف معين له و هو يقلل من شأنها دائما او لا يؤمن بها و بقدراتها او ينعتها دائما بأنها لا تفهم اى شيئ او لا تستطيع عمل شيئ او لا تستطيع تحقيق اى شيئ!!!
اذا ارادت حواء الحنية و العاطفة من ادم فعليها ان تعطيه الثقة و ان تكون واثقة فعلا من انه سيفعل ما طلبته منه مهما تأخر فى تنفيذه!!! فأذا ادرك ادم و شعر بثقتك فيه فسيغدق عليكى حنانا و عطفا…
لذلك يجب ان ينظر كل منا بنظرة واعية لحياته و يتأمل احتياجاته الغير ملباة من الطرف الاخر و نسأل انفسنا هل اعطيناه الاحتياج المقابل ام كنا مقصرين تجاه احتياجه فانعكس الامر علينا و اصبحنا فى احتياج…
و سوف نتناول بأذن الله باقى الاحتياجات المتبادلة بين ادم و حواء فى المقال القادم بأذن الله و روشتة زوجية جديدة…