fbpx

كرة الثلج السياسية ولعب الانظمة الفاسدة بها

2 أغسطس 2021آخر تحديث :
بقلم خالد نجم ارناؤوط

كرة الثلج السياسية ولعب الانظمة الفاسدة بها
ربما كنت لا أستطيع أن أتحدث او اكتب مثل هذا المقال في ظل الانظمة السابقة البائدة التي كانت تخطط وتنشأ مشاريع وهميه كنا نعيشها بالاحتفالات القومية ولا تتجاوز ورق ودرج مكاتب من اعدوها إما إلان فنحن كل يوم نعيش مشروع علي ارض الواقع فلا حاجة لنا لكرة الثلج التي قد اذابها رئيسنا المفدى (عبد الفتاح السيسي) وجلنا نعيش الواقع الحق عيانا بيانا دون وهم خدع أو خداع ومقدمتي هذه هي إحقاقا للحق وضع الامور في نصابها
فـكرة الثلج هي الاكذوبة الكبرى للسياسية والسياسيين الفشله
فلا يعرف بالضبط متى ظهرت اول كرة الثلج ، ولكن يعود تاريخ ظهورها إلى اوائل القرن التاسع عشر في فرنسا حيث ظهرت هنالك كبديل لـ ثقالة الورق الزجاجية التي راجت قبل سنوات قليلة من ذلك
وبمرور الوقت تطور استخدامها المعنوى اكثر من المادى
فعلى سبيل المثال استخدمها الادباء فى اعملهم الادبية والفنية كتعبر عن الايام السعيدة وكرمز للطفولة والبرأة وحملوها بين طياتها الفكاهة السوداء و ايضا استخدموها للاثارة فى المشاهد المخيفة
أما في علم الاجتماع
يستخدم غالباً هذا المصطلح للتعبير عن تضخم حدث ما ويشير ايضاً إلى سرعة تطور
وفى السياسة
هو مصطلح مجازي عن العملية التي تبدأ بحدث صغير ويبني نفسه ليصبح أكثر عمقاً و جدية واكبر تأثيراً وخطورة
فكرة الثلج
تبدأ بالتدحرج كـ كرة ثلج من اعلى قمة ثلجية وفى طريقها تلتقط المزيد من الثلوث وبمزيد من الوقت تتمدد مساحتها لانها تتحرك بشكل مستمر لتصل الى كرة هائلة ضخمة الحجم
فالعقل المخابراتي عندما يريد ان يشكل الرآى العام يستنزف طاقته الفكرية ويرهق وعيهُ السياسي فانه يبدأ معه مبارات كرة ثلج فى كل مرة
ويكون هو فيها الخصم والحكم والمعلق والمحلل والمشاهد فى آنٍ واحد ، ولا يقتصر الامر على ذلك فقط بل يذهب من خلالها الى ابعد من المتوقع حدوثة ويخطط على غير المألوف ويحتفظ لنفسه دائما الحق في ضربة البداية فى كل مبارة وشوط حتى تكون زمام الامور كلها بيده
فهو يلعب معك دون ان يلمس الكرة ويشاهدك دون ان ترآه ويحكم دون ان تسمع صوت صافرته ودون ان ترآه يرفع رآيته
ويُهدف فى مرماك دون ان تري مرماه ويعلق لك على لسانك
ويحلل لك بفكرك ومنطوقك حتي انه يفرض عليك مكان المبارة ويحدد لك مدة وقتها وميعاد زمانها
هو لا يسترخى بين الشوطين ولا يستريح بعد كل مبارة فهو لا يترك لك خيار اي متعه فى المبارة سوي لذة النظر الى كرة الثلج وهى تتدحرج امامك من القمة الى الهاوية وتعظم بعينك من الصغر الى الكبر حتي تكون كتله ضخمة وهائلةتحجب عنك الرؤية وتضعك فى جوٍ بارد محاط بالسحب والضباب فلا انت تري الشمس كاملة ولا البدر فى تمامه
وتتبلور خططة خلال المباراة على محاور عدة
اولاً سياسة الاختبار
وتتكون كرة الثلج فيها من خلال التسريبات
وتستخدم هذه السياسة المخابراتية كـ ترمومتر لجس نبض الرآي العام ورد فعل الشارع تجاه قرارات سياسية او مخططات استراتجية اذا ما اعلن عنها او دخلت حيز التنفيذ يكون متوقع منها اثر سئ ملموس على الرآي العام يؤثر سلبا تجاه السلطة الحاكمة وتنفذ هذه السياسة عن طريق تسريب بعض المعلومات عن هذه السياسات والمخططات من خلال أبواق اعلامية مغمورة وغير رسمية
ثانيا سياسة التمرير
وتتشكل كرة الثلج من خلال استثمار حدث ما واقع بالفعل
وهذه الحالة السياسية المخابرتية تطبق فى حالة الضرورة القصوى لتمرير قرار سيادى او تنفيذ مخطط استراتيجى يكون له مردود عكسي تجاه السلطة الحاكمة للبلاد فهو يمرر من خلال خيط الفجر الابيض والاسود قبل زوال عتمته ويستثمر من خلاله حدث ما واقع ليكون غطاء اعلامى له امام الرآي العام
ثالثاً سياسة التوجية
وتسير كرة الثلج خلال تلكم السياسة فى اتجاه واحد نحو هدف معين حتى وان كان عكس اتجاة مسارها
ويتم وقت طرحها وتنفيذها تسخير كل الوسائل من خلال ابراز كل مفاتنها وموارات كل سوءتها وعورتها
حتى تستيقن انها هى الحق والصواب وان خالفت في ذلك اهل شعابها
رابعاً سياسة التشوية
وتتزين فيها كرة الثلج باثواب الشائعات والاكاذيب
ويلجأ الي هذه الطريقة فى حالة صرف الناس عن قرار ما او حدث ما او شخص ما او مؤسسة ما
وعلى اساس ذلك يروج عليها كم من الشائعات والاكاذيب وربما الاساطير ايضا ويكثر الحديث عليها حتى ينسج حولها شرك من الاباطيل فتظن من خلالها الحق باطل والباطل حق
خامساً التوازن السياسي
وتصنع كرة الثلج فيها من من خلال اصتناع وافتعال اوضاع سياسية
تغطى فيها على احداث وقعت على غير المتوقع و المألوف ويتم اصتناع اوضاع يشغل فيها الرآي العام عن ذلك الحدث
سادساً سياسة رد الفعل
تغلى خلال تلك السياسة المخابراتية كرة الثلج من داخلها تحت شعار العين بالعين
وتستخدم هذه السياسة المخابرتية ربما لامتصاص كبت الناس او للتنفيس عن غيظهم وتستخدم فيها كل الوسائل المتاحة وهى من اكثر السياسات استعراضا للقوة
سابعاً سياسة المباغتة
تهئ كرة الثلج خلال تلك المبارة للاستعداد لضربة استباقية
وتطبق هذة السياسة المخابرتية خارج ارضية الملاعب ولا تشاهد فيها اي خطط للعب غير اهدافها
فهى تلعب بدون جمهور وبدون لاعبين وليس لها وقت محدد ولا مكان معين غير ان اهدافها تصيب المرمى فى مقتل
ثامناً سياسة تكميم الافواه
فـ كرة الثلج تتلون فيها بلون الدم
وتستخدم خلال تلك السياسة العصي الامنية الغليظة لارهاب كل من يعارض او يتفوه على غير ارادة السلطة الحاكم
فهى سياسة الصوت الواحد وان كان صوت منكراً والفكر الواحد ولو كان خطأً
تاسعاً سياسة الشد والجذب
ويغلب على كرة الثلج اللون الرمادي خلال تلك السياسة المخابراتية
فهى تستخدم فيها طريقة العصي والجزرة ويكون ذلك من خلال سياسة الثواب والعقاب وتطبق هذه السياسة فى المواقف الغير متوقع نتائجها ورد فعلها فيكون الضرب فيها تحت الحزام دون اثر او دليل فالمواقف فيها سرعان ما تتشكل وتتغير الوانها على غير العادة والمألوف
عاشرً سياسة ادارة الازمات
وتكون فيها كرة الثلج متجمدة عن ادني دراجتها
فهى ساكنة على ارضية الملعب رغم تحركات الجميع من حولها و دائماً فى حالة تسلل حتى وان اصابت المرمي فالجميع يلعب خلالها مبارة الفيصل رغم شلل وفشل جميع خططهم السابقة فتكون هى خطة الحياة او الموت
وهناك سياسة اخر لا يسع المجال لذكرها أو ربما اسردها لكم يوما ما بمقال آخر
فالحياه السياسة هى عبارة عن مواقف مخابرتية مبتكرة ودقيقة من الطراز الاول لاحتواء ازمة او نشر فكرة وذلك فى اضيق الظروف