شهد الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية واحدة من أبشع الحوادث المرورية، بعدما اصطدمت شاحنة نقل مسرعة بحافلة ميكروباص تقل مجموعة من الفتيات العاملات باليومية، ما أسفر عن مصرع 19 شخصًا، معظمهم مراهقات لم تتجاوز أعمار بعضهن 14 عامًا، فيما أصيب آخرون بجروح خطيرة.
الحادث وقع أثناء توجه الضحايا من قريتهن “كفر السنابسة” إلى موقع عملهن في دلتا النيل، على بُعد نحو 100 كيلومتر شمال القاهرة. وقد وصفت وسائل الإعلام المحلية الفتيات بأنهن “شهيدات لقمة العيش”، في تعبير عمّا خلفته الكارثة من ألم واسع في الأوساط الشعبية والرسمية.
اعترافات صادمة من السائق المتسبب
وفي أولى اعترافاته أمام النيابة العامة، أقرّ سائق الشاحنة المتسبب في الحادث أنه فقد السيطرة على عجلة القيادة بسبب السرعة الزائدة، ما أدى إلى اختراق الحواجز واصطدامه العنيف بالمركبة المقابلة، قائلاً:
“فوجئت بالميكروباص أمامي ولم أرَ شيئًا بعدها سوى الجثث على الطريق”.
وقد أمرت النيابة العامة في مركز أشمون بإجراء تحليل مخدرات للسائق، وسط تحقيقات موسعة حول ظروف الحادث وملابسات القيادة.
5 وفيات إضافية بعد ساعات من الحادث
في تطور مؤلم، ارتفع عدد الوفيات إلى 19 حالة، بعد وفاة 5 من المصابين لاحقًا متأثرين بجراحهم، ليُضافوا إلى قائمة الضحايا التي ضمّت عددًا من الأمهات والمراهقات العاملات بنظام اليومية في المزارع والمصانع.
استنفار أمني وتحقيقات عاجلة
تلقى اللواء محمود الكموني، مدير أمن المنوفية، إخطارًا من العميد محمد أبو العزم، مأمور مركز شرطة أشمون، بالحادث المأساوي. وعلى الفور، تحركت قوات الأمن والإسعاف إلى الموقع، وتم نقل الجثث والمصابين إلى المستشفى، في حين تولت مباحث مركز أشمون التحقيق وتم تحرير محضر بالواقعة وإبلاغ النيابة العامة.
