
في واقعة تقشعر لها الأبدان، تجسدت فيها أسمى معاني الإنسانية والبطولة الطبية، تمكن الدكتور محمود فريد مدير مستشفى البدرشين المركزي، من إعادة فتاة إلى الحياة بعد أن تعرضت لمحاولة ذبح بشعة على يد ابن عمها أمام منزلهم، إثر اكتشاف حملها سفاحًا، في حادثة هزّت وجدان أهالي مركز البدرشين.
بدأت المأساة حينما نشب خلاف عائلي بين الفتاة وذويها، انتهى بجريمة دموية ارتكبها ابن عمها، إذ أقدم على ذبحها أمام منزلهم مستخدمًا “كتر” حادًا، لتسقط الفتاة غارقة في دمائها وسط صراخ الأهالي الذين ظنوا أنها فارقت الحياة.
وبسرعة تم نقل المصابة إلى مستشفى البدرشين المركزي وهي بين الحياة والموت، حيث كانت جروحها غائرة وقطعت جميع الشرايين والأوردة الواصلة بين الرقبة والجسد، ولم يتبق سوى خيط رفيع من ناحية القفا.
في تلك اللحظات الحرجة، تلقى مدير المستشفى الدكتور محمود فريد اتصالًا عاجلًا من الطاقم الطبي:

“الحقنا يا دكتور.. عندنا سيدة مذبوحة حالتها حرجة جدًا!”
ترك الطبيب الجراح عيادته الخاصة على الفور، واستقل سيارته منطلقًا بأقصى سرعة نحو المستشفى، حتى اصطدم بسيارته أثناء الطريق من شدة اندفاعه، لكنه واصل طريقه دون تردد، مدفوعًا برغبة صادقة في إنقاذ حياة فتاة يراها الجميع ميتة.
وخلال رحلته السريعة، أجرى سلسلة من الاتصالات الحاسمة: استدعى طبيب التخدير ورئيسة التمريض، ووجّه بتجهيز أكياس الدم والمضادات الحيوية، وفرض حالة طوارئ شاملة داخل المستشفى، ثم تواصل مع وكيل وزارة الصحة بالجيزة الدكتور إسحاق لإبلاغه بالواقعة واستئذانه في إجراء العملية فورًا رغم ضعف الإمكانات.
وعندما وصل، كانت الفتاة في وضع ميؤوس منه، لا وعي ولا حركة، لكن نبضها البطيء كان يخبر الطبيب الشاب أن الأمل لم يمت بعد.
وقف الدكتور محمود فريد أمام الحالة الصعبة وقال بحسم:
“ما دام هناك نبض.. فالحياة لم تنته بعد.”
وبكل شجاعة نادرة، تولّى بنفسه إجراء العملية الجراحية الكبرى التي استمرت أكثر من ثلاث ساعات متواصلة، خيّط خلالها الشرايين والأوردة والأنسجة الممزقة، مستخدمًا 150 غرزة دقيقة لإعادة توصيل الرقبة بالجسد.
كانت الدقائق تمر ثقيلة، لكن الإصرار والإيمان كانا أقوى من المستحيل. وبفضل توفيق الله ومهارة الطبيب المصري، عادت الفتاة إلى الحياة من جديد، وسط فرحة لا توصف بين الطاقم الطبي الذي شهد المعجزة بأم عينه.
ورغم ضعف الإمكانات في المستشفى، أثبت مديرها أن الطبيب هو الأساس قبل الأجهزة، وأن روح الإخلاص والواجب يمكن أن تصنع ما يشبه المعجزات.

وطالب أهالي البدرشين، بعد الحادث، بتكريم الدكتور محمود فريد رسميًا وتوفير الدعم الكامل للمستشفى الذي يخدم آلاف المرضى يوميًا، مؤكدين أن ما فعله هذا الطبيب لا يقل بطولة عن من يواجهون الموت في ميادين القتال.
وننفرد بنشر الصور الحصرية من داخل غرفة العمليات، حيث كتب فريق مستشفى البدرشين المركزي بقيادة مديره الجراح فصلًا جديدًا من فصول الشرف والبطولة الطبية.

«بيديه أعاد الحياة من الموت» .. مدير مستشفى البدرشين يصنع معجزة طبية بعد ذبح فتاة حملت سفاحًا! .. شاهد الصور
كتب: عماد جبر



