رسالة السيسي للعالم: لن نسمح بتصفية القضية الفلسطينية .. العدوان على غزة وصمة عار في تاريخ الإنسانية

4 مارس 2025آخر تحديث :
كتب: عماد جبر

رسالة السيسي للعالم: لن نسمح بتصفية القضية الفلسطينية .. العدوان على غزة وصمة عار في تاريخ الإنسانية
ترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، أعمال القمة العربية غير العادية التي عُقدت في العاصمة الإدارية الجديدة، بدعوة من دولة فلسطين، لبحث سبل دعم القضية الفلسطينية في ظل التصعيد الخطير الذي يشهده قطاع غزة.
وصرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن القمة شهدت مناقشات موسعة بين القادة العرب حول مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث أكدوا رفضهم التام لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، أو فرض حلول لتصفية القضية الفلسطينية، مجددين التأكيد على التمسك بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، باعتباره الحل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.
وأضاف المتحدث الرسمي أن القمة شهدت أيضًا استعراضًا للخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير سكانه، وهي الخطة التي لاقت دعمًا عربيًا كاملًا، وتجسدت في البيان الختامي للقمة، الذي أكد أهمية توحيد الجهود الإقليمية والدولية لدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة الظروف الإنسانية القاسية التي يمر بها.
وخلال الجلسة الافتتاحية، ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة أكد فيها ثوابت الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية، مشددًا على أن مصر لن تقبل بأي حلول تهدف إلى تهجير الفلسطينيين أو فرض أمر واقع جديد على الأرض. وجاء نص الكلمة كالتالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي جلالة الملك/ حمد بن عيسى آل خليفة..
ملك مملكة البحرين، رئيس الدورة العادية الثالثة والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة،
الأشقاء أصحاب الجلالة والفخامة والسمو.. ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية الشقيقة،
معالي السيد/ أحمد أبو الغيط.. الأمين العام لجامعة الدول العربية،
أخي فخامة الرئيس/ جواو لورنزو.. رئيس جمهورية أنجولا، رئيس الاتحاد الإفريقي،
معالي السيد/ أنطونيو جوتيريش.. سكرتير عام الأمم المتحدة،
معالي السيد/ أنطونيو كوستا.. رئيس المجلس الأوروبي،
السيد/ حسين إبراهيم طه.. أمين عام منظمة التعاون الإسلامي،
السيد/ جاسم محمد البديوي.. الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي،
السيدات والسادة.. رؤساء المنظمات الدولية والإقليمية،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتوجه بداية، بخالص التحية وجزيل الشكر، لأخي جلالة الملك “حمد بن عيسى آل خليفة”، عاهل مملكة البحرين الشقيقة، على جهوده المقدرة طوال فترة رئاسته لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة.
ويطيب لي أن أهنئكم جميعًا، وشعوبنا العربية والإسلامية، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك. كما يسعدني أن أرحب بكم في بلدكم الثاني “مصر”، أرض الكنانة، التي تقف دومًا مع الحق والعدل، مهما اشتدت الخطوب وعظمت الكروب.
إن مشاركتكم اليوم في هذه القمة غير العادية، في خضم أزمة إقليمية بالغة التعقيد، واستجابة لنداء فلسطين الشقيقة، تؤكد التزامكم الذي لا يتزعزع تجاه قضايا أمتنا المشروعة.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
يجمعنا اليوم واقع مؤلم في ظل ما تواجهه منطقتنا من تحديات جسام تكاد تعصف بالأمن والاستقرار الإقليميين، وتبدد ما تبقى من مرتكزات الأمن القومي العربي، وتهدد دولًا عربية مستقرة، وتنتزع أراضي عربية من أصحابها دون سند من قانون أو شرع.
إن ذاكرة الإنسانية ستتوقف طويلًا أمام ما حدث في غزة، لتسجل كيف خسرت الإنسانية قاطبة، وكيف خلف العدوان على غزة وصمة عار في تاريخ البشرية، عنوانها: “نشر الكراهية وانعدام الإنسانية وغياب العدالة”.
إن أطفال ونساء غزة، الذين فقدوا ذويهم، وقتل ويتم منهم عشرات الآلاف، ينظرون إليكم اليوم بعيون راجية، لاستعادة الأمل في السلام العادل والدائم.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
إن الحرب الضروس على قطاع غزة استهدفت تدمير أوجه وسبل الحياة، وسعت بقوة السلاح إلى تفريغ القطاع من سكانه، وكأنها تخير أهل غزة بين الفناء المحقق أو التهجير المفروض، وهو الوضع الذي تتصدى له مصر، انطلاقًا من موقفها التاريخي الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني على أرضه وبقائه عليها عزيزًا كريمًا، حتى نرفع الظلم عنه ولا نشارك فيه.
لقد أوهنت الممارسات اللاإنسانية التي تعرض لها أهلنا في فلسطين عزائم البعض، إلا أنني كنت دائمًا على يقين بثبات وبسالة الشعب الفلسطيني الأبي، الذي ضرب مثالًا في الصمود والتمسك بالأرض، ستقف عنده الشعوب الحرة بالتقدير والإعجاب.
وأقول لكم وبكل الصدق: “إن عزيمة الشعب الفلسطيني، وتمسكه بأرضه.. هو مثل في الصمود من أجل استعادة الحقوق”.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
إنني أستذكر معكم في هذا الظرف الدقيق أن مصر التي دشنت السلام منذ ما يناهز خمسة عقود في منطقتنا، وحرصت عليه وصانت عهودها حياله، لا تعرف سوى السلام القائم على الحق والعدل، الذي يحمي المقدرات، ويصون الأرض ويحفظ السيادة.
ومن منطلق حرصها على الأمن والاستقرار الإقليميين، سعت مصر منذ اليوم الأول للحرب على غزة، إلى التوصل لوقف لإطلاق النار بالتعاون مع الأشقاء في قطر، والأصدقاء في الولايات المتحدة.
كما عملت مصر بالتعاون مع دولة فلسطين الشقيقة والمؤسسات الدولية، على بلورة خطة شاملة متكاملة لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير الفلسطينيين، تبدأ بعمليات الإغاثة العاجلة والتعافي المبكر، وصولًا إلى عملية إعادة بناء القطاع.
وأدعو كافة الدول الحرة والصديقة للإسهام في هذا المسار، والمشاركة بفاعلية في مؤتمر إعادة الإعمار، الذي سوف تستضيفه مصر الشهر القادم.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
إن الحديث عن التوصل إلى السلام في الشرق الأوسط دون تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو لغو غير قابل للتحقق.
فلن يكون هناك سلام حقيقي دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مع توفير كافة الضمانات اللازمة لحفظ أمن إسرائيل.
لقد آن الأوان لتبني إطلاق مسار سياسي جاد وفعال، يفضي إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية.
أشكركم لحسن الاستماع،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
واختتم السفير محمد الشناوي تصريحاته بالتأكيد على أن القمة العربية جاءت لتوحيد الموقف العربي في مواجهة الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وتقديم الدعم الكامل للجهود المصرية الرامية إلى إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة، ودفع مسار السلام العادل والشامل لتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.