في لحظات خاطفة، وبينما كانت المدينة تغط في نوم عميق، ارتجّت الأرض تحت أقدام المصريين دون سابق إنذار. هزة مباغتة بقوة 6.4 ريختر شعرت بها القاهرة الكبرى وعدة محافظات، لتطرح سؤالًا مُقلقًا: ماذا يحدث في الأعماق؟!
زلزال في عمق البحر يهز اليابسة
في الساعة 01:51 فجرًا، سجّلت محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل هزة أرضية عنيفة بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر، وقع مركزها شرق جزيرة كريت في البحر المتوسط، على بعد 631 كيلومترًا شمال مدينة رشيد، وعلى عمق بلغ 76 كيلومترًا.
ورغم بُعد مركز الزلزال عن اليابسة المصرية، شعر به عدد كبير من سكان القاهرة الكبرى ومحافظات الدلتا، بينما وردت بلاغات من مناطق أخرى تفيد بإحساسهم بالهزة دون أن تقع أي أضرار في الأرواح أو الممتلكات، بحسب تأكيدات المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية.
تفاصيل الزلزال كما رصدتها الأجهزة:
• تاريخ الحدوث: الأربعاء 14 مايو 2025
• الوقت: 01:51:15 صباحًا (بالتوقيت المحلي)
• القوة: 6.4 درجة على مقياس ريختر
• الموقع: شرق جزيرة كريت
• خط العرض: 35.12 شمالًا
• خط الطول: 27.0 شرقًا
• العمق: 76 كم
من جانبه قال الدكتور طه رابح، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن الزلزال استمر أقل من 20 ثانية، لكن قوته كانت كافية لإحداث شعور بالاهتزاز في عدد من المدن المصرية، موضحًا أن منطقة شرق كريت تشهد نشاطًا زلزاليًا متكررًا بسبب وجود انزلاق للوح الإفريقي تحت اللوح الأوروبي، ما يجعلها نقطة ساخنة جيولوجيًا.
وأشار إلى أن غرفة الطوارئ بالمعهد في حالة استنفار لمتابعة أي ارتدادات محتملة، ورصد التغيرات الجيولوجية أو البيئية التي قد تطرأ، خاصة في المناطق الساحلية.
هل مصر في خطر؟ المعهد يوضح
رغم قوة الزلزال، طمأن رئيس المعهد المواطنين قائلًا:
“مصر بعيدة تمامًا عن الأحزمة الزلزالية النشطة عالميًا، ورغم قربنا الجغرافي من بعض المناطق النشطة مثل خليج العقبة والسويس والبحر الأحمر، فإن الزلازل القوية نادرة، وتأثيرها غالبًا محدود”.
وأضاف أن مرونة المجتمع واستعداده النفسي للتعامل مع مثل هذه الظواهر هو العامل الأهم في تقليل الخسائر، داعيًا الجميع إلى اتباع إرشادات السلامة في حال الشعور بأي هزات مستقبلية.
نصائح مهمة أثناء الزلازل:
• التصرف بهدوء وعدم التسرع في الخروج من المباني
• الاحتماء أسفل طاولة أو قطعة أثاث قوية
• الابتعاد عن النوافذ والأشياء غير المثبتة
• عدم استخدام المصاعد
• متابعة التعليمات الرسمية وعدم الانسياق وراء الشائعات
تاريخ طويل من الرصد.. وشبكة زلازل عالمية المستوى
جدير بالذكر أن الشبكة القومية للزلازل في مصر تُعد من بين الأحدث عالميًا، وتضم أكثر من 70 محطة رصد موزعة بدقة في أنحاء البلاد، ما يجعل من المستحيل حدوث زلزال دون تسجيله، حتى وإن كانت شدته أقل من 1 على مقياس ريختر.
كما أن لمصر تاريخًا زلزاليًا يعود لأكثر من 5 آلاف عام، ما يمنحها ريادة إقليمية في دراسة هذه الظواهر والتعامل معها علميًا.
تابع معنا… وابقَ آمنًا
للحصول على التحديثات الرسمية فور صدورها، تابع بيانات المعهد القومي للبحوث الفلكية عبر قنواته الرسمية، ولا تعتمد على المعلومات غير الموثقة من مواقع التواصل الاجتماعي.