fbpx

تحت شعار “إن شاء الله يكون آخر تعامل” ..

شيماء النجار تطلق Adapt garments لمرضى الكسور والجروح

15 ديسمبر 2020آخر تحديث :
كتبت: ياسمين عبد السلام
تحت شعار "إن شاء الله يكون آخر تعامل" ..
شيماء النجار صاحبة براند Adapt garments لمرضى الجروح والكسور

“من حوالي 6 سنين جوزي عمل حادثة، واجهته وقتها مشكلة كبيرة في لبس الهدوم، كان بيتألم جدا كل ما يحتاج يغير هدومه، ساعتها والدتي فكرت في تصميم تيشرت واسع يناسبه من غير تحريك عضلاته .. بعدها أخته عملت حادثة وبدأت تواجه نفس المشكلة، مشكلة الهدوم وازاي تلبس من غير ما تحس بحرج من الناس وفي نفس الوقت ماتحسش بألم بسبب صعوبة تحريك أطراف الجسم .. ساعتها بدأت ألاحظ إنها حالة عامة وناس كتير بتواجه نفس المشكلة، واللي بتتسبب في ألم نفسي بالإضافة للألم الجسدي”، فهناك من يجدون صعوبة في ارتداء القمصان والبنطلونات أثناء ثني الركبة أو الذراع، ايضا من قاموا بإجراء جراحات في المعدة والظهر، فكم يؤلمهم أن يرى أحد جرحهم أثناء مساعدته في ارتداء ملابسه، وهنا بدأت تشعر بضرورة تصميم ملابس خاصة بهؤلاء، الذين يعانوا لفترة من الوقت نتيجة لحادث يختلف أثره من شخص لآخر.

قطعة تساعدك على التكيُف

تحت شعار "إن شاء الله يكون آخر تعامل" ..
هكذا فكرت صاحبة أول خط انتاج ملابس لأصحاب الجروح والكسور، شيماء النجار، خريجة الهندسة المعمارية، وإحدى أفراد عائلة النجار، مصنع الملابس المشهور بمحافظة الإسكندرية، والتي تعمل به كمديرة تصميم، هذه السيدة التي ولدت وسط عائلة تعمل بأكملها بهذه المهنة، فوالدتها التي تعاونها دائما تعمل بهذا المجال منذ ان كانت ابنة 12 عام، فقد تعلمن ابنتها شيماء منها، وبدأت في التفكير لصناعة أول براند لمرضى العمليات أصحاب الجروح والكسور، لتطل علينا بـ Adapt garments، هكذا أسمت شيماء علامتها التجارية، لتعبر بها عما يميزه ذلك المنتج عن غيره من آلاف خطوط انتاج صناعة الملابس، ملابس تمكنك من التكيُف مع أي وضع.

“ابني رجله اتكسرت وكان بيلاقي صعوبة شديدة في لبس البنطلون، بدأت اصممله بنطلون مفتوح، يقدر يلبسه بنفسه من غير أي مساعدة ومايبقاش محرج وسط زمايله، جدة واحدة صاحبتي ست كبيرة في السن وعملت عملية جراحية في المعدة، ومحتاجة تلبس بنطلون لكن أي حاجة بتقفل على الجرح بتتعبها، بدأت اصمملها بنطلون يناسب طبيعة الجرح من غير ما يألمها”، هكذا تحولت شيماء من دراستها المعمارية إلى مجال مختلف تماما، لتستفيد من مشروع عائلتها ذات الشهرة الأوسع بالإسكندرية، تلك الدراسة التي لم تنكر هي أفادتها كثيرا لاسيما في مجال عملها الحالي، فقد أعطتها دراسة الهندسة والتخطيط خبرة كبيرة في كيفية التخطيط والتصميم والتنفيذ السليم، القدرة على اختيار الألوان ومدى التناسق بينها، كما أعطتها منهجية في التفكير، فأصبحت أكثر ترتيبا وتنسيقا لأفكارها وخواطرها الفنية في التصميم، لتخرج بخط انتاج هو الأول من نوعه في العالم العربي.

تصميمات عن بحث ودراسة

لم يكن تفكير السيدة الثلاثينية هباءا أو من وحي رؤيتها لأصحاب الجروح المحيطين بها فقط، بل أنها بدأت في توسيع دائرة أفكارها ومعرفتها، بدأت البحث في مجال العمليات ومشاهدة فيديوهات لمختلف الجراحات، لمعرفة تفاصيلها وأكثر الأماكن الشائعة التي يتسبب تحريك العضلات بها بألم بالغ للمريض، هذا إلى جانب تواصلها الدائم مع الأطباء الاستشارين للاستفسار منهم عن تفاصيل تلك العمليات الجراحية، ومدى ارتباط عضلات الجسم بمختلف أماكنها ببعضها البعض، وكيف يمكن أن تؤثر عملية بالقلب على عضلات الذراعين لتسبب ألم كبير للمريض أثناء تحريكه لهما، السيدة التي أجرت عملية الولادة، والصعوبات التي تواجهها في البحث عن ملابس مناسبة لوضعها بعد العملية غير المسببة في آلام لها، كيف لها أن ترتدي ملابسها بنفسها دون الشعور بالحرج من مساعدة هيئة التمريض الذين ربما يكونون رجال.

تحت شعار "إن شاء الله يكون آخر تعامل" ..
ولم تكتف شيماء بذلك، بل أنها ذهبت لمصادر شراء الأدوات الطبية للحصول على قطعة واحدة من كل نوع لتصمم عليها وتكون على دراية كافية بمقاستها، لتخرج قطعة في النهاية هدفها الأوحد راحة المريض، تلك الرحلة التي بدأتها وسجلتها كعلامة تجارية خاصة بها رسميا منذ نحو شهرين.

“أول ما أعلنت عن البراند بدأت حالات تبعتلي على انستجرام وفيسبوك ويشرحولي طبيعة العملية اللي هيعملوها عشان ابدأ في تصميم حاجة تناسبهم بعد العملية، وفعلا نفذتها وبعتها، ولما الطلبات زادت بدأت اعمل تخصصات في الصناعة، ملابس لجراحات القلب، ملابس لجراحات المسالك، ملابس لكسور الذراعين والقدمين إلخ ..”، هكذا بدأت شيماء في تصميم قطع ملابس مخصوصة وانتاج مقاسات مختلفة منها وبكميات معدودة.

وقد أتاها مؤخرا طلبات من بعض المراكز الطبية والمستشفيات لاستلام كميات من هذه الملابس خاصة بجراحات مرضاهم، تلك الفكرة التي لاقت إعجاب الأطباء إلى جانب مرضاهم، فأصبح الطبيب المعالج لا يجد صعوبة في التعامل مع المريض أثناء ارتداءه أو خلعه للملابس للكشف عن الجرح، غير أن بعض الأطباء بدأوا بإرسال رسائل خاصة إلى شيماء لاطلاعها على تفاصيل أخرى بالجراحات والكسور لتضيفها إلى أفكار تصميماتها بعدما شاهدوا فكرتها وأعجبوا بها.

تحت شعار "إن شاء الله يكون آخر تعامل" ..

أقمشة غير ناقلة لحشرات الفراش

وقد بحثت المصممة عن أنواع الأقمشة المناسبة التي ستستخدمها في التصنيع غير الناقلة للميكروبات والفيروسات والتي لا تسبب تعرق للمريض نتيجة لمكوثه طويلا بالسرير، فبعض الأقمشة تؤرق المريض نتيجة لعدم ملائمتها لبشرته. وقد عبرت شيماء عن سعادتها بردود أفعال المرضى ودعواتهم لها بعدما ارتدوا القطع التي صممتها، وكم أنهم شعروا براحة نفسية كبيرة إلى جانب الراحة الجسدية، “ان شاء الله مايكونش آخر تعامل .. لا ان شاء الله يكون آخر تعامل”، هكذا كان رد شيماء على التعليق الأكثر فكاهة عليها الذي سمعته من عميلة لديها، فهي عادتنا جميعا عند طلب بعد المنتجات إلكترونيا وتجريبها، لنبدأ بإرسال رأينا إلى صاحب المنتج وشكره، ولكن بحالة النجار فالوضع يختلف كثيرا، فتتمنى ألا يكون هناك تعامل آخر مع أي عميل الذي سيكون نتيجة لجرح وكسر جديد.