من العريش إلى غزة: رسالة مصرية فرنسية بوقف العدوان فورًا

8 أبريل 2025آخر تحديث :
كتب: عماد جبر

من العريش إلى غزة: رسالة مصرية فرنسية بوقف العدوان فورًا
في زيارة تعكس عمق العلاقات الثنائية وتضامنًا مع الشعب الفلسطيني، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم، بجولة ميدانية بمدينة العريش، وذلك في إطار الزيارة الرسمية رفيعة المستوى التي يجريها الرئيس الفرنسي إلى مصر.
وصرّح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الزيارة تؤكد دعم فرنسا الكامل للجهود المصرية الإنسانية الواسعة في استقبال ورعاية الجرحى والمصابين من أبناء الشعب الفلسطيني، جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
وتضمنت الجولة زيارة الرئيسين لمستشفى العريش العام، حيث التقيا عددًا من المصابين الفلسطينيين، خصوصًا من النساء والأطفال، واطلعا عن قرب على مستوى الرعاية الصحية المقدمة. كما شملت الجولة تفقد مركز الخدمات اللوجستية التابع للهلال الأحمر المصري، المخصص لتجميع وتنسيق المساعدات الإنسانية الموجهة إلى قطاع غزة من مصر والدول الشريكة.
وخلال الزيارة، قدّم الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان، عرضًا شاملًا لجهود الدولة في تقديم الدعم الطبي واللوجستي للأشقاء الفلسطينيين، مشيرًا إلى استقبال مصر لنحو 107 آلاف فلسطيني خضعوا للفحوصات الطبية، إلى جانب تطعيم 27 ألف طفل، واستقبال أكثر من 8 آلاف مصاب فلسطيني، رافقهم 16 ألف مرافق، تم توزيعهم على 300 مستشفى في 26 محافظة.
وأوضح الوزير أن الفرق الطبية المصرية أجرت ما يزيد عن 5,160 عملية جراحية، بينما يتلقى العلاج حاليًا جرحى فلسطينيون في 176 مستشفى موزعة على 24 محافظة. وأكد أن الدولة وفرت لهم الإقامة الكاملة، والرعاية المتكاملة، مشيرًا إلى تخصيص 150 سيارة إسعاف و750 مسعفًا وسائقًا لنقل المصابين من معبر رفح، بالتنسيق مع الهلال الأحمر الفلسطيني.
وفيما يتعلق بالتمويل، أشار وزير الصحة إلى أن تكلفة الخدمات الطبية التي قدمتها مصر بلغت حتى الآن نحو 578 مليون دولار، مع توقعات بتجاوز المليار دولار، خاصة في ظل الأعباء الكاملة التي تتحملها الدولة، مؤكدًا أن حجم المساعدات العينية التي تلقتها مصر لا يتجاوز 10٪ من إجمالي التكلفة.
كما أضاف أن وزارة الصحة دفعت بـ38 ألف طبيب و25 ألف ممرض لتقديم الخدمات الطبية، إلى جانب توفير أدوية الأمراض المزمنة للنازحين من القطاع، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسي الذي وجّه منذ بداية الأزمة بتوفير أقصى درجات الدعم الطبي والإنساني للأشقاء الفلسطينيين.
وفي ختام الزيارة، شدد الرئيس السيسي على الموقف المصري الثابت، قيادة وشعبًا، في دعم القضية الفلسطينية، مؤكدًا مواصلة المساعي الدبلوماسية المصرية لوقف فوري لإطلاق النار، وضمان دخول المساعدات الإنسانية دون إبطاء، وحماية المدنيين الأبرياء من تداعيات العدوان. كما أعرب سيادته عن تقديره للدور الفرنسي في دعم الجهود الإنسانية والطبية داخل الأراضي المصرية.
من جانبه، أكد الرئيس ماكرون، خلال الزيارة، توافق بلاده مع مصر على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وضرورة الإسراع في إيصال المساعدات، مع التأكيد على حماية المدنيين ورفض أي محاولات لفرض تهجير قسري على الفلسطينيين.