fbpx

القرابة والميراث: كيف تحدد الشريعة الإسلامية حصص الورثة؟

2 ديسمبر 2024آخر تحديث :
كتب: مصطفى عبد الرحمن

القرابة والميراث: كيف تحدد الشريعة الإسلامية حصص الورثة؟
تعد درجات القرابة في الشريعة الإسلامية جزءاً مهماً من تنظيم العلاقات الاجتماعية والأسرية، إذ تشكل الأساس لعدة أحكام شرعية كالميراث، والنفقة، والزكاة، والزواج. ويُعتبر فهم هذه الدرجات أساسياً لتحقيق العدالة وتوجيه العلاقات الأسرية بشكل صحيح وفقاً لما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
تعريف القرابة
القرابة في اللغة تعني القرب، وفي الشريعة الإسلامية تعني علاقة النسب أو الرحم التي تربط بين الأشخاص عن طريق الولادة، أو الزواج، أو الرضاع. وتنقسم القرابة في الإسلام إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
القرابة بالنسب: وتتمثل في الأصول (مثل الآباء والأجداد)، والفروع (مثل الأبناء وأبناء الأبناء)، والحواشي (مثل الإخوة والأعمام).
القرابة بالمصاهرة: وهي العلاقة الناتجة عن الزواج مثل العلاقة بين الزوج ووالدي الزوجة.
القرابة بالرضاع: وتنشأ من الرضاعة، ويُعامل فيها الأشخاص مثلما يعامل الأقارب بالنسب من حيث تحريم الزواج.
درجات القرابة بالنسب
تنقسم القرابة بالنسب إلى درجات متتالية، بناءً على القرب أو البعد من الأصل المشترك:
الدرجة الأولى
وتشمل الأقارب الأقرب:
الأصول: الأب والأم.
الفروع: الأبناء والبنات.
الدرجة الثانية
وتشمل الأقارب الذين يأتون بعد الأصول والفروع:
الأجداد: مثل جد الأب وجد الأم.
الأحفاد: أبناء الأبناء وأبناء البنات.
الإخوة: الأشقاء والإخوة من الأب أو الأم.
الدرجة الثالثة
تتضمن الأقارب البعيدين نسبياً:
الأعمام والعمات: مثل أعمام الشخص وعماته.
الأخوال والخالات: مثل أخوال الشخص وخالاته.
أبناء الإخوة والأخوات: مثل أبناء الأخ وأبناء الأخت.
الدرجة الرابعة
وتشمل الأقارب في هذه الدرجة:
أبناء الأعمام والعمات.
أبناء الأخوال والخالات.
تأثير درجات القرابة على الأحكام الشرعية
القرابة تؤثر في العديد من الأحكام الشرعية المتعلقة بالعلاقات المالية والاجتماعية، كما يأتي:
الميراث
الميراث أحد أبرز الأحكام المتأثرة بدرجات القرابة. يُعطى الورثة في الدرجة الأولى الأولوية في الميراث، وإذا لم يكن هناك ورثة في الدرجة الأولى، ينتقل الحق إلى الدرجة الثانية، وهكذا.
النفقة
تجب النفقة على الأقارب بناءً على درجة القرابة، ويُعطى الوالدان والأبناء الأولوية في النفقة. إذا لم يكن هناك والدين أو أبناء، يتم الانتقال إلى الأقارب في الدرجات الأخرى حسب الحاجة.
الزكاة
الأقارب الفقراء الذين لا تجب عليهم النفقة يمكن أن يكونوا مستحقين للزكاة، بما في ذلك الأعمام والخوال إذا كانوا محتاجين.
الزواج
تحرم الشريعة الإسلامية الزواج من بعض الأقارب بسبب القرابة النسبية أو الرضاع أو المصاهرة. على سبيل المثال، يحرم الزواج من الأمهات، الأخوات، العمات، والخالات.
حالات خاصة في القرابة
القرابة بالرضاع: يُعامل الرضاع كما يُعامل النسب في تحريمه للزواج، كما جاء في الحديث الشريف: “يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب”.
القرابة بالمصاهرة: يحرم الزواج من بعض الأقارب بناءً على علاقة الزواج، مثل الأم أو الابنة من طرف الزوج.
القرابة بالتبني: في الإسلام، حرمت القرابة الناتجة عن التبني (بخلاف الكفالة)، بينما أباح الإسلام رعاية الأيتام عبر الكفالة دون أن تُعتبر علاقة القرابة بها محرمة من الناحية الشرعية.
الخلاصة
تسهم درجات القرابة في الشريعة الإسلامية في تنظيم العلاقات الأسرية والميراث والزواج والنفقة، مع مراعاة العدالة والرحمة بين أفراد المجتمع. وكلما كانت درجة القرابة أقرب، كان تأثيرها في الحقوق والواجبات أكبر.