fbpx

كل الأطوال مناسبة .. كل الملامح جذابة .. كل الناس يستحقون الحب

بهذه الجملة صنعت نسمة من الألم أمل وBreeze لخدمة جميع أصدقائها

23 نوفمبر 2020آخر تحديث :
كتبت: ياسمين عبد السلام
كل الأطوال مناسبة .. كل الملامح جذابة .. كل الناس يستحقون الحب
نسمة يحيى صاحبة ماركة Breeze

“من وأنا في أولى اعدادي مكنتش بلاقي لبس على مقاسي، محلات ملابس الأطفال الديزاين بتاعها مش مناسب لسني ومحلات الكبار يتطلب اني ارمي نص القماش لاني مش هحتاجه، وبالتالي بضيع موديل الحاجة وأي تطريز أو قصة معينة فيها ..

فكرت ليه ماجبش أنا القماش اللي يعجبني والألوان اللي بحبها وأصمم الموديل اللي يعجبني واديه لحد ينفذه بالطريقة اللي تناسب مقاساتي”، هكذا روت بداية حكايتها وأسبابها التي جعلتها تتجه لتصميم ملابسها بنفسها منذ ما يقرب من 7 سنوات، والتي طلت الآن علينا بخط انتاج جديد من نوعه على المجتمعات العربية، بعدما وجهت لنفسها هذا السؤال، “ليه الفايدة ماتعمش علينا كلنا كفئة قصار القامة خاصة بعد ما ناس أعجبت بلبسي وتصميمي؟!”.

نسمة: خليكي انتي كدة .. كل ما تنزلي تواجهي العالم ترجعيلنا معيطة

هي نسمة يحيى، الفتاة الجامعية بعامها الثالث بكلية التربية قسم إعلام بجامعة المنصورة، التي بدأت علامتها التجارية Breeze في الانطلاق بأواخر سبتمبر الماضي، بعدما شاهدت ترحيب وإقبال من أصدقائها وزملائها من فئة صار القامة، الترحيب الذي شمل الأهالي ايضا، فهم المعانون الأكبر في هذا الشأن، فدائما ما يحتاج أصحاب هذه الفئة مرافقا لهم أثناء خروجهم كي يساعدهم على التعامل مع بعض المواقف التي يتعرضون إليها بالشارع والمحال التجارية والمطاعم، بل تتمثل معانتهم الأكبر في رؤيتهم لأبنائهم وهم يبكون لعدم انهاءهم مهمة شراء ملابسهم بعدما لم يجدوا ما يناسب مقاسات أجسامهم المختلفة، ولجميع هذه الأسباب بدأت نسمة في شراء مجموعة من الأقمشة بأنواع وألوان مختلفة بموديلات عصرية تناسب الفتاة الجامعية والمرأة العاملة والفتيات الصغيرات، بمجهودها وتمويلها الذاتي دون أي دعم خارجي، تلك التصميمات التي تقوم هي برسمها والذهاب بها إلى منفذ هذه الموديلات الذي تتعامل معه منذ فترة كبيرة، تذهب إليه بالمقاسات التي اخذتها من كل عميلة وبنوع القماش واللون المطلوب، لتنفيذ موديلات السواريه وملابس العمل والجامعة من بلوزات وبنطلونات إلخ ..، فتلك هي المجموعة الأولى التي أخرجتها نسمة إلى النور من خلال صفحتها الشخصية على الفيسبوك، لتبدأ في استقبال الطلبات.

“كنت محتاجة أوصل لكل أصحابي من فئة قصار القامة فكرة إن أي لبس يشوفوه ممكن يناسبهم ويقدروا يلبسوا سواريه في الأفراح والمناسبات زي كل البنات، المهم تكون عارفة ايه يناسبها ويساعدها في نفس الوقت … وكتير بعتمد على الأقمشة المخططة بالطول لأنها بتزود الطول شكلا زي ما بننصح دايما الشخص صاحب الوزن الزائد بعدم ارتداء ملابس بخطوط عريضة”، تلك هي الملاحظات التي تعملتها نسمة من اهتمامها بهذا المجال، لتحقق انجازا بعالم الموضة والأزياء ولأصحاب القدرات الخاصة ايضا، الذين دائما يحققون انجازات كثيرة بمختلف الرياضات ومجالات أخرى.

ولم تكن مهمة نسمة في إيجاد من ينفذ لها هذه التصميمات مهمة سهلة، فدائما ما كانت تواجه رفضا من الخياطين مبررين ذلك بأنهم لم ينفذوا هذه التصميمات من قبل، وليس لديهم خبرة بطريقة تنفيذها ولم يتعرضوا لأشكال هذه الأجسام سابقا، وتطرقت صاحبة براند Breeze لسبب عدم موجود أي منافذ بيع ملابس لفئة قصار القامة، بدلا من ذهابهم لمحلات الأطفال وشراء ملابس لاتناسب أعمارهم، “كل واحد في الفئة دي له مقاس خاص به هو لوحده محدش هيشترك معاه تاني فيه، ممكن يكون الجزء اللي فوق من الجسم طبيعي جدا والجزء الأسفل طفولي، ممكن يكون دراعه قصير وكف ايده رجالي عادي، ممكن يكون جسمه كله صغير لكن راسه كبيرة، كل ده بيمنع وجود مقاسات محددة زي الأس لارج والميديم وغيرهم في هدوم الناس العادية”، هكذا قالت نسمة.

وتنوي ابنة العشرين عاما تسعير ملابس هذه الماركة بأسعار ليست مرتفعة لتناسب جميع الدخول خاصة وأن أصحاب هذه الفئة يكثر العاطلون عن العمل بها، أو يعملون بوظائف بدخل يومي منخفض، لذا تكتفي نسمة حاليا بسعر القماش والتنفيذ دون أن تحصل على أي ربح مادي، وبالفعل بدأت في تلقي الطلبات من خلال صفحتها الشخصية، لتبدأ هي في تجميعها والنزول لشراء الأقمشة بشكل أسبوعي كل حسب طلبه، وتؤكد أنه كلما بدأ خط انتاجها لهذه الفئة في الانتشار كلما سيذاع صيته ويبدأ المصنعون في محاولة إرضاء فئة ليست بالقليلة من المجتمع، وستبدأ الشركات في توفير احتياجات هذه الفئة بنسبة كبيرة.

وعن اسم البراند الذي أطلقته “Breeze”، فهو الأصل لمعنى نسيم الهواء في اللغة الانجليزية، وقد اتجهت نسمة لترجمة اسمها وإطلاقه على علامتها التجارية كي لا يكون سهل الاحتكار فيما بعد حال ظهور منافس لها، تلك العلامة التجارية الجديدة التي رفعت الثقة درجات لدى أصحاب فئة قصار القامة، كما أنها ستلفت أنظار البعض لتلبية احتياجات أخرى لهم لم يتم الالتفات إليها من قبل، وعن خطتها المستقبلية لمبادرتها، أكدت نسمة أنه حال نجاح المشروع ستتجه لتوسيع علامتها التجارية لتشمل الأطفال وغير المحجبات والرجال وملابس المنزل ايضا، كما تحاول لفت نظر دول الخليج بتصميم وتنفيذ موديلات العبايات الخليجي التي يحتاجها النساء هناك، كي تصل بفكرتها إلى خارج حدود الدولة، وتتمنى نسمة أن يستمر نجاحها إلى أن تظهر بملابس رياضية للسوق تخدم فئتها، فمعظ أصحاب قصار القامة أبطال رياضيين في رفع الأثقال وكرة القدم، وكثيرا ما لا يجدون احتياجاتهم التي تتناسب مع طبيعة أجسامهم.