يُعرّف توقف عضلة القلب المفاجئ على أنه توقف غير متوقع لوظائف القلب نتيجة لخلل حاد في النظام الكهربائي للقلب، ما يؤدي إلى توقف تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية. يُعد هذا الحدث من الأسباب الرئيسة للوفيات الناتجة عن أمراض القلب، حيث يُسجل حوالي نصف حالات الوفاة المرتبطة بالقلب نتيجة لهذا التوقف المفاجئ. تشير الدراسات إلى أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بتوقف القلب المفاجئ بمعدل ضعفي النساء، كما أن هذه الحالة نادرة بين الأطفال، حيث تُقدر نسبة الوفيات بسبب توقف القلب المفاجئ بين الأطفال بحالة أو حالتين من كل 100,000 طفل سنويًا، وفقًا لموقع “كليفيلاند كلينيك”.
الآلية المرضية لتوقف القلب المفاجئ
يحدث توقف القلب المفاجئ نتيجة لخلل في النظام الكهربائي للقلب، ما يتسبب في حدوث اضطراب في نظم ضربات القلب، والذي غالبًا ما يتمثل في الرجفان البطيني. في هذه الحالة، يتسارع النشاط الكهربائي في البُطينين (الحجرات السفلية للقلب)، ما يؤدي إلى فشل القلب في ضخ الدم بشكل فعال إلى الجسم. على الرغم من أن هذه الحالة قد تحدث دون أي تنبيه مسبق، فإن انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ في الدقائق الأولى من توقف القلب قد يؤدي إلى فقدان الوعي والموت، ما لم يتم التدخل الطبي العاجل.
أعراض توقف القلب المفاجئ
لا تظهر أعراض تحذيرية واضحة في غالبية حالات توقف القلب المفاجئ، إلا أن بعض الأفراد قد يعانون من تسارع في ضربات القلب أو دوار قبل حدوث التوقف. وعلى الرغم من ذلك، لا تكون هذه الأعراض دائمًا موجودة، وفي العديد من الحالات يتم التوقف دون أي إشارات مسبقة.
أسباب توقف القلب المفاجئ
أكثر الأسباب شيوعًا لتوقف القلب المفاجئ هي اضطرابات نظم القلب، مثل الرجفان الأذيني، الذي يحدث نتيجة لتحفيز كهربائي غير منتظم في الأذينين. هذا الاضطراب يعوق قدرة القلب على ضخ الدم بشكل صحيح، مما يؤدي إلى انخفاض حاد في تدفق الدم، مما قد يسبب الوفاة إذا لم يُعالج فورًا.
الإسعافات الأولية لتوقف القلب المفاجئ
تتطلب حالة توقف القلب المفاجئ تدخلًا طبيًا عاجلًا لإنقاذ حياة المريض. أول خطوة في التدخل الطارئ هي إجراء الإنعاش القلبي الرئوي (CPR)، الذي يساعد في توفير الأوكسجين للدماغ والأعضاء الحيوية حتى وصول العلاج المتخصص. كما يُعد استخدام جهاز إزالة الرجفان القلبي (AED) أمرًا حاسمًا لاستعادة الإيقاع الكهربائي الطبيعي للقلب. هذا الجهاز يُستخدم عادةً لإرسال صدمات كهربائية إلى القلب بهدف إعادة تنظيم ضرباته. في العديد من الأماكن العامة، أصبح من الممكن للأفراد غير المدربين استخدام هذه الأجهزة، مما يعزز فرص البقاء على قيد الحياة حتى وصول فرق الإسعاف.
إن معرفة كيفية تنفيذ هذه الإجراءات الأساسية تُعد عاملاً أساسيًا في تقليل معدلات الوفيات الناتجة عن توقف القلب المفاجئ، ويجب على الأفراد توجيه اهتمام خاص لتعلم مهارات الإسعافات الأولية والتعامل مع مثل هذه الحالات.