السلطة أم حماس؟ السيناريوهات تتأرجح في انتظار كلمة ترامب .. أهمها مقترح مصر الحاسم في إدارة قطاع غزة

18 يناير 2025آخر تحديث :
كتب: عماد جبر

السلطة أم حماس؟ السيناريوهات تتأرجح في انتظار كلمة ترامب .. أهمها مقترح مصر الحاسم في إدارة قطاع غزة
منذ اندلاع الحرب في غزة قبل 15 شهراً، بقي السؤال الأهم: من سيحكم القطاع بعد انقشاع غبار المعارك؟ ورغم تعدد الإجابات المتوقعة، يبدو أن القرار النهائي سيكون في يد الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، الذي سيتولى منصبه في الأيام المقبلة.
المحلل الفلسطيني هاني المصري أكد في تصريح لـ “العين الإخبارية” أن هناك عدة سيناريوهات مرجحة بشأن إدارة غزة بعد الحرب، لكن الحسم سيكون بيد ترامب الذي سيبدأ فترة رئاسته الثانية بعد تنصيبه يوم الإثنين المقبل في واشنطن.
وأوضح المصري أنه من المبكر تحديد موقف ترامب بشأن غزة بعد الحرب، حيث لم يسبق له أن كشف عن رؤيته للقطاع، مكتفياً بالإشارة إلى رغبته في وقف إطلاق النار، وهو ما تحقق من خلال الضغط على الأطراف، وخاصة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وبحسب الاتفاق الذي سيدخل حيز التنفيذ يوم الأحد المقبل، سيتم تحويل وقف إطلاق النار إلى عملية مستدامة على ثلاث مراحل، تشمل انسحاباً تدريجياً للجيش الإسرائيلي من غزة، وصولاً إلى انسحاب كامل بحلول نهاية الاتفاق. وتُعد المفاوضات التي ستبدأ بعد 17 يوماً حول المرحلة الثانية من الاتفاق حاسمة في تحديد مصير الحرب.
وفي ظل بدء الانسحاب التدريجي للجيش الإسرائيلي ودخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، تبقى السلطة الفاعلة على الأرض غائبة، حيث أعلنت وزارة الداخلية في غزة أن أجهزتها الأمنية ستبدأ مهامها فور تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. من جهة أخرى، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على جاهزية السلطة الفلسطينية لاستعادة السيطرة على غزة وتولي مسؤولياتها الكاملة في القطاع.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعلن في عدة مناسبات أنه لا يقبل بوجود حماس أو عباس في غزة ما بعد الحرب. بناءً على ذلك، قدم المصري أربعة سيناريوهات رئيسية حول من سيحكم غزة بعد انتهاء الصراع:
عودة السلطة الفلسطينية: السيناريو الأول يتمثل في عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة كما كان الوضع قبل عام 2007، وهو ما أكدته السلطة مراراً عبر إعلان استعدادها لاستلام المسؤولية في جميع المجالات. لكن هذا يتطلب دعماً دولياً وعربياً، خصوصاً في مجالات إعادة الإعمار.
استمرار حكم حماس: السيناريو الثاني يشمل استعادة حركة حماس لزمام الأمور في غزة بعد إصلاح صفوفها، رغم التحديات التي تواجهها في إعادة بناء قدراتها العسكرية. ورغم أن المجتمع الدولي لن يقبل بالتعامل مع حماس، إلا أن إسرائيل قد تفضلها كسلطة ضعيفة على وجود سلطة فلسطينية قوية في القطاع.
إدارة دولية مؤقتة: السيناريو الثالث يرتكز على مقترح إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، جو بايدن، الذي أشار إليه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن. المقترح يتضمن دعوة السلطة الفلسطينية لتشكيل إدارة مؤقتة بمشاركة دولية تدير القطاعات المدنية في غزة، على أن يتم نقل المسؤولية إلى السلطة الفلسطينية بعد تحقيق الاستقرار.
اقتراح مصري بتشكيل لجنة إسناد مجتمعي: السيناريو الرابع يشمل تشكيل لجنة مؤقتة لإدارة قطاع غزة، بموجب اقتراح مصري قبلته حماس ولكن السلطة الفلسطينية تحفظت عليه. اللجنة ستكون مسؤولة عن إدارة شؤون غزة بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية، وتختار شخصيات وطنية مهنية لتولي المهام.
المحلل هاني المصري أشار إلى أن القرار النهائي سيعتمد بشكل كبير على توجهات الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، الذي قد يتبنى أحد هذه السيناريوهات أو يقدم مقترحاً جديداً. ما يزال الوقت مبكراً لتحديد موقف ترامب، لكن نجاحه في الضغط على الأطراف لإتمام وقف إطلاق النار يشير إلى إمكانية تأثيره الكبير في تطورات المرحلة المقبلة.
وختاماً، يبقى الموقف الدولي والمفاوضات المرتقبة الحاسمة في تحديد شكل الحكم في غزة بعد انتهاء الحرب، في ظل الترقب لمواقف القوى الكبرى وتوجهات الإدارة الأمريكية الجديدة.