fbpx

اللجوء إلى السحرة والمشعوذين استحضار قوى شريرة لإلحاق الأذى بالأخرين

23 فبراير 2021آخر تحديث :
كتب : عبدالناصر ابراهيم

اللجوء إلى السحرة والمشعوذين استحضار قوى شريرة لإلحاق الأذى بالأخرين

الحقد والغل والكراهية ابرز اعمال السحر

 

تقول الدكتورة نسرين البغدادي استاذة علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية حول ظاهرة السحره تعد ظاهرة السحر والشعوذة عابرة للثقافات والمجتمعات بل والشرائح الإجتماعية بمختلف مستوياتها، ولقد أشار ليفي ستروس أن الشعوب المتأخرة لاتنفرد بنوع من التفكير المختلف عن تفكير الشعوب الأكثر تقدما، وتلجأ الأساطير والاسحار إلي الإستعارة وعلاقات التشبيه والمجاز وهذه الأمور بديلا عن التفكير العلمي والأخذ بالأسباب.

والسؤال المطروح هنا ما الدوافع التي تؤدي إلى اللجوء لعمل الاسحار والشعوذات وإذا كان الهدف هو استحضار قوي شريرة لالحاق الأذى بالأخر انطلاقا من مشاعر سلبية تجاه الآخرين ورغبة في تحطيمه اما الشعور بالحقد والغل، أو العجز عن تحقيق بعض من المطامح الشخصية، وربما في بعض الأحيان يكون الدافع الشعور باليأس والظلم وقلة الحيلة واعتقادا بأن المخرج يتمثل في استحضار قوة أخرى تمتلك المقدرة على تحقيق الهدف.

واكدت البغدادي لقد عالجت الدراما السينمائية هذه القضية ولعل أبرز تلك الأعمال فيلم البيضة والحجر والذي أوضح أن الأمر يعتمد على الايحاء ومدى اعتماد الذين يقومون بمثل هذه الأعمال على توافر معلومات كافية عن ضحاياهم، وهذه الأعمال تستهلك الأموال الطائلة من قبل الضحية ويحقق صاحب الأعمال الأموال بلاحدود واستغلال الضحايا.

وتشير استاذ علم الإجتماع أن المشعوذات تندرج معظم مشكلات ضحايا السحر والشعوذة تحت بند المشكلات الإجتماعية والنفسية التي تستلزم اللجوء إلى المتخصصين ولكن مازالت الصورة الذهنية عن اللجوء إلى الطبيب النفسي تحمل الوصمة المجتمعية، ولعل التعامل الصحيح ينبع من المصارحة والشفافية الكاملة للوقوف على أسباب المشكلة ومن ثم تلمس الحل.

وتندرج أعمال السحر والشعوذة تحت بند أعمال النصب والاحتيال وأحكام السيطرة على الغير، واستغلال الآخرين. مما يستلزم معه التصدي المجتمعي لتلك الأفعال ،وايضا تصدى أجهزة الدولة لها لأن لها من الآثار المدمرة على الفرد والمجتمع من حيث هدر إمكانات الأفراد.. وإشاعة الخوف.. وربما تؤدي إلى تدمير الذات.