حسم الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الجدل الدائر حول امتناع البعض عن التصدق على المتسولين في الشوارع، مؤكدًا أن التسول لم يعد في كثير من الأحيان وسيلة لسد الحاجة، بل أصبح مهنة يمتهنها البعض مستغلين تعاطف الناس.
وخلال لقائه ببرنامج “فتاوى الناس”، المُذاع على قناة “الناس”، أوضح الشيخ عويضة أن الإسلام لا يجيز التسول لمن يملك القدرة على العمل، مشددًا على أن الصدقة لا تُعطى لغني أو لقادر على الكسب، داعيًا إلى ضرورة تحري المستحقين الحقيقيين للزكاة والصدقات.
وأضاف: “هناك من يحترف التسول ويستغل ضعف الناس وعطفهم لتحقيق مكاسب دون وجه حق، بل وصل الأمر بالبعض إلى تدريب الأطفال على هذا السلوك المشين، وهو أمر محرم شرعًا ومرفوض أخلاقيًا”.
واستشهد أمين الفتوى بحديث نبوي شريف يروي فيه أن رجلًا جاء يشكو الفقر إلى النبي ﷺ، فسأله: “هل عندك شيء في البيت؟”، فأجاب: “نعم، عندي بعض الأغراض”، فأمره النبي ببيعها والعمل ليكسب رزقه، في إشارة واضحة إلى أن الإسلام يحث على العمل والاجتهاد بدلًا من الاتكال والتسول.
واختتم الشيخ عويضة حديثه بالتأكيد على أن التسول ليس حلًا، حتى في الأوقات الصعبة، داعيًا إلى الاقتداء بالنماذج القرآنية كالسيدة مريم عليها السلام، التي اجتهدت رغم محنتها، مضيفًا: “النصيحة الأصدق لمن يتسول وهو قادر، هي أن يُحث على العمل لا أن يُمنح المال دون تحقق من استحقاقه”.
هل يأثم من يمنع الصدقة عن المتسولين؟.. فتوى صريحة تكشف الحقيقة
كتب: مصطفى عبد الرحمن