
استمر الجيش الإسرائيلي في انتشاره داخل مناطق جنوب لبنان، متجاوزًا مهلة الستين يومًا المحددة في الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وأسفر إطلاق النار على اللبنانيين الذين حاولوا العودة إلى قراهم عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 31 آخرين بجروح متفاوتة، وفق حصيلة أولية.
منذ ساعات الصباح الأولى، احتشد المئات من اللبنانيين في محاولة للعودة إلى منازلهم في الجنوب. لكن العائدين اصطدموا بحواجز الجيش الإسرائيلي الذي أطلق النار صوبهم عند مداخل القرى، كما اعتقل اثنين من المواطنين في بلدة حولا، وفق ما أفادت به الوكالة الوطنية للإعلام.
خريطة إسرائيلية جديدة للمنطقة العازلة
نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على منصة “إكس”، خريطة توضح القرى المحظور على سكانها العودة. تشمل هذه القرى مناطق تمتد من شبعا والهبارية ومرجعيون شرقًا، إلى أرنون ويحمر والقنطرة وشقرا في الوسط، وحتى برعشيت وياطر والمنصوري غربًا.
وتجاوزت المنطقة العازلة ما يُعرف بـ”قرى الحافة”، وهي القرى القريبة من الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل، ليُمنع سكان أكثر من 60 بلدة من العودة إليها، وفق بيان الجيش الإسرائيلي.
الرئيس اللبناني يتحرك دبلوماسيًا
في ظل هذه التطورات، أجرى الرئيس اللبناني جوزيف عون اتصالات دولية، أبرزها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أكد بدوره السعي للحفاظ على وقف إطلاق النار. وطلب عون من ماكرون الضغط على إسرائيل للالتزام ببنود الاتفاق، مشددًا على أن “سيادة لبنان ووحدة أراضيه خط أحمر”.
وفي تغريدة عبر حساب الرئاسة اللبنانية، دعا عون أهالي الجنوب إلى ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة اللبنانية، مشيرًا إلى أن حقوقهم ستُصان وأن الجيش اللبناني يقف إلى جانبهم دائمًا.
الجيش اللبناني يفتح الطرق
بالتزامن، أعلن الجيش اللبناني فتح الطرق أمام أهالي بلدات عيتا الشعب، الضهيرة، وحانين، للعودة إلى منازلهم، وسط انتشار مكثف لقواته في المنطقة.
ويبقى الوضع في جنوب لبنان متوترًا في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية وتصاعد الغضب الشعبي من منع الأهالي من العودة إلى أراضيهم، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى مدى فعالية التحركات الدبلوماسية في نزع فتيل الأزمة.



