
بعد أقل من شهر من تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، اندلعت احتجاجات واسعة في جميع أنحاء البلاد ضد سياساته وقراراته.
حركة الاحتجاج “50501” أو “50 ولاية، 50 احتجاجًا، يوم واحد” اكتسبت دعمًا شعبيًا هائلًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مع تنظيم مسيرات في عواصم الولايات الأمريكية. المبادرة الشعبية تسعى لتنظيم احتجاجات ضخمة ضد إدارة ترامب، داعية إلى الدفاع عن قضايا متنوعة مثل حقوق المهاجرين، ومساءلة الحكومة، بحسب ما ذكرته مجلة “نيوزويك”.
أعلنت الحركة عن تنظيم مظاهرات ردًا على أوامر ترامب التنفيذية الأخيرة، لا سيما تلك المتعلقة بالهجرة وإعادة هيكلة الوكالات الفيدرالية. ورغم أن الاحتجاجات كانت محدودة في البداية، إلا أن التوقعات تشير إلى ذروة التعبئة الجماهيرية اليوم الأربعاء.
في خطوة لتقوية التنظيم، دخلت حركة “50501” في شراكة مع “Political Revolution”، وهي مجموعة دعم تأسست لدعم حملة السيناتور بيرني ساندرز للانتخابات الرئاسية عام 2016. تعود جذور الحركة إلى الناشطين الذين بدأوا في التحرك ردًا على أوامر ترامب التنفيذية.
الحملة انطلقت عبر وسائل التواصل الاجتماعي في أواخر عام 2024، حيث أعرب الناشطون عن قلقهم من سياسات الهجرة، وإعادة هيكلة الحكومة، والحريات المدنية. ومع تصاعد الزخم، تعاونت مجموعات تقدمية ومنظمات محلية وناشطون مستقلون لتوسيع نطاق الحركة.
في بداية العام الجاري، دخلت “Political Revolution” بشكل رسمي في شراكة مع “50501”، مما عزز هيكل الحركة التنظيمي. اسم “50501” جاء من فكرة تنظيم احتجاجات متزامنة في كل الولايات الأمريكية الخمسين في يوم واحد، وهو تكتيك مستلهم من احتجاجات سابقة مثل “مسيرة النساء” ومظاهرات ضد سياسات ترامب في ولايته الأولى (2017-2021).
دافع الاحتجاجات الأساسي هو معارضة “مشروع 2025″، الذي تدعمه جماعات محافظة ويعتبره المنتقدون محاولة لإعادة تشكيل الحكومة الفيدرالية. ورغم نفي ترامب تورطه في المشروع، يرى المحتجون أن أوامره التنفيذية تتماشى مع أهدافه.
وفي تصريحات عبر الإنترنت، قال المنظمون: “هذه الحركة ليست ليوم واحد فقط. إنها تتعلق بمواصلة الدفاع عن معتقداتنا، مهما كانت التحديات”. وأضافوا: “معًا، نصبح صوتًا أقوى وأكثر تأثيرًا”.
اليوم الأربعاء، ستنطلق الاحتجاجات في مباني الكابيتول وغيرها من المواقع في الولايات الخمسين، في وقت موحد يختلف قليلاً حسب الموقع، حيث من المتوقع أن تبدأ معظم المظاهرات في الساعة الواحدة بعد الظهر بالتوقيت المحلي.
قال روزينجارتن، أحد المنظمين في سبرينغفيلد، إلينوي: “لقد طلبنا التصاريح للاجتماع في أراضي الكابيتول، وتلقينا تهديدات كبيرة بالعنف من مجموعات مؤيدة لترامب”، مضيفًا: “نهدف إلى الحماية من مضايقاتهم أو محاولة إسكاتنا”. في حين أضافت كريستين وورموث، منظمة احتجاج في هاريسبرج، بنسلفانيا: “أرى كيف تتآكل ديمقراطيتنا، وكيف يتم تقويض المبادئ الأساسية بطريقة قد تضر بأمتنا بشكل لا يمكن إصلاحه”.
الاحتجاجات ستكون اختبارًا كبيرًا لقوة الحركة في تحفيز المشاركة وتنظيم الأنشطة على نطاق وطني.