جرت عادات سلف الأمة الصالح على الاحتفال و الاحتفاء بسيد السادات ، وهذه العبادة ليست نتاجا شعبيا، أو موروثا ثقافيا، وإنما هي استلهام لمنهج القرآن الكريم في أمره بالتوقير والاحترام لهذا الجناب النبوي الكريم، لهذا نرى فقهاء الشافعية يرون في معتمد المذهب عندهم أن ليلة المولد أفضل من ليلة القدر ، لكونه صلى الله عليه سببا في كل خير في الدنيا والآخرة والسبب مقدم على المسبَّب في الفضل والشرف فلولاه عليه الصلاة والسلام لما عرفنا ليلة القدر ، ولا كان للأمة قدر.
وبالرغم من التشويش والتشكيك المتعمد والمستمر على عقائد المسلمين والإنكار عليهم من مرضى القلوب في الاحتفال بميلاد سيد الكائنات، إلا أننا نجد السواد الأعظم من المسلمين يداومون على الاحتفال باليوم الذي أنعم الله فيه على البشرية بظهور هذه النفحة الإلهية والرحمة الربانية.
والاحتفال بالمولد النبوي لا يقتصر على احضار الأطعمة والحلوى، وإنما هذه العادات الحسنة في حقيقتها تعبير عن الامتنان والشكر لله عز وجل على إظهار النور المحمدي في هذا اليوم الأغر، وهذا المعنى ليس بجديد فقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم الاثنين فقال : (ذاك يوم ولدت فيه) فدل هذا على أن استحباب إنشاء الطاعة في يوم مولده عليه الصلاة والسلام شكرا لله على هذه النعمة، فهو صلى الله عليه أفضل نعمة أنعم الله بها على البشرية.
وختاما أقول للمؤيدين للاحتفال بالمولد النبوي رسخوا في أذهانكم الأصل الشرعي لهذا العمل واحرصوا أن يكون احتفالكم به عليه الصلاة والسلام بفعل الطاعات لا بفعل البدع والمخالفات.
كما أقول للمعترضين على فكرة الاحتفال بالمولد أعيدو النظر في في أسلوب التفكير، فكم من عائب قولا صحيحا … وآفته من الفهم السقيم
