fbpx

ننشر كلمة الرئيس السيسي خلال جلسة نموذج محاكاة مجلس حقوق الإنسان الدولي

11 يناير 2022آخر تحديث :
كتب: عماد جبر

ننشر كلمة الرئيس السيسي خلال جلسة نموذج محاكاة مجلس حقوق الإنسان الدولي
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن مصر حريصة على حقوق الإنسان من منظور فكري ومن خلال معتقدات تمارسها، مشددا على أن جهود الدولة المصرية المتعلقة بحقوق الإنسان وعدم التمييز لم تقدم عليها تحت أي نوع من أنواع الضغوط، بل في ضوء المعتقدات والأفكار التي تؤمن بها.
وقال الرئيس السيسي، في مداخلة أمام جلسة “نموذج محاكاة مجلس حقوق الإنسان الدولي بالأمم المتحدة”، ضمن فعاليات منتدى شباب العالم، إن التنوع والاختلاف سنة من السنن الكونية.
وأضاف الرئيس، أن التنوع والاختلاف بين الناس والدول هو الواقع ، وأخشى أن يكون اللون أو المشارب السياسية الواحدة في العالم نوعا من أنواع “الاستعلاء بالممارسة”.
وقال الرئيس إن جائحة كورونا لم تعط فرصة للدول في التعامل معها إلا من خلال فرض إجراءات وقيود، وإن هذه الإجراءات التي صاحبتها كانت كاشفة لقضية حقوق الإنسان، والقيود التي فرضتها الدول الغربية خلال الجائحة كان بعضها ضد مبادئ ومفاهيم “تتصور هذه الدول أنها ضمن حقوق الإنسان، مثل حرية التنقل وحرية التطعيم وغيرها”.
وأوضح أن المصلحة العليا للعالم كافة اقتضت فرض هذه الإجراءات والقيود؛ لأن الهدف منها حماية العالم كله وحماية الدول، مشيرا إلى أن هذا ألقى الضوء على اقتصار حقوق الإنسان في حرية التعبير والممارسة السياسية.
وأشاد الرئيس السيسي بجهود المشاركين في الجلسة للخروج بنموذج المحاكاة بهذه الصورة.
وأكد الرئيس السيسي، أن مجابهة الأوبئة والأمراض الخطيرة والزيادة السكانية والسيطرة عليها هي أمور من المهم وضعها في بند من بنود حقوق الإنسان، مبينا أن هذه الموضوع يمثل تحديا كبيرا للكثير من الدول.
وأشار إلى أن النمو السكاني في الدول الغربية متوقف وثابت على مدى 40 عاما بما يعني أن بنيتها الصحية ليست بحاجة إلى دعم، ولكن دولة على غرار مصر بها زيادة سنوية بنحو 2.5 مليون نسمة؛ وكل عام نحتاج إلى تعزيز، ليس للبنية الصحية فقط، وإنما للبنية التعليمية بما تتضمنه من مدارس وجامعات وهو أمر يجب أن يوضع في الاعتبار على أنه تحد من التحديات.
وشدد الرئيس السيسي، على ضرورة التناول المتكامل والشامل للأوضاع في مصر ووضعها في الحسبان عند تناول قضية حقوق الإنسان، مشيرا إلى ضرورة الالتفات إلى ما تواجهه مصر من تحديات، مؤكدا على ضرورة أن يتم وضع قضايا مثل توفير فرص العمل والرعاية الصحية والتعليم المناسب باعتبارها حقوقا أصيلة من حقوق الإنسان وأنها تمثل تحديات للدولة المصرية.
وتساءل الرئيس :” ماذا لو لم تقدم الدولة تعزيزا للعملية الصحية يتناسب مع حق المواطن المصري في الصحة، فهل تكون وقتها قد قصرت في حق مواطنيها في توفير العلاج الصحي الجيد وأيضا الأمر نفسه على توفير التعليم الجيد؟ وهل هذا يعد تقصيرا في حقوق الإنسان؟، وأجاب الرئيس” يجب وضع كل هذه الأمور عند تناول حالة حقوق الإنسان في مصر باعتبارها تحديا يواجه الدولة المصرية وهو ما يتطلب أن يكون التناول متكاملا وشاملا”.
وتابع الرئيس : “هناك زيادة سنوية في عدد السكان في مصر تبلغ 2.5 مليون نسمة ، ألسنا مطالبين بتوفير فرص العمل اللازمة لهم؟ أليس هذا حق من حقوق الإنسان أن يعمل ويعيش؟ ،وكيف يتم ذلك؟ ، لذا أنا أدعم وأتفق وأؤكد تماما فكرة أن تلك الأمور يجب أن يتم وضعها في الاعتبار عند تناول حالة حقوق الإنسان “، مجددا التأكيد على أنها تمثل تحديات لدول مثل مصر.
وقال الرئيس السيسي إن مصر رصدت 100 مليار جنيه لمواجهة جائحة كورونا رغم ظروفها الاقتصادية، مشيرا إلى أن الجائحة ضربت بشكل كامل قطاع السياحة والذي كان يدر مبلغا يتراوح ما بين 14 و 15 مليار دولار ، كما تأثر قطاع النقل وقناة السويس بشكل كبير مع تأثر حركة النقل في العالم كله وهذا القطاع كان يدر أموالاً ، لافتا إلى أنه رغم تلك الصعوبات لم تتقاعس الدولة المصرية في حق شعبها دون تمييز وبمن فيهم اللاجئون الذين تستضيفهم مصر على أراضيها.
وتساءل الرئيس السيسي: “أليست الهجرة حقا من حقوق الإنسان ؟، مشيرا إلى أن مصر تستضيف 6 ملايين لاجئ جاؤوا إليها نتيجة وجود صراعات أو محدودية القدرات وحجم الفقر الموجود في دول قريبة منا، مشددا على أن مصر لم ترفض استضافتهم لكن رفضت أن يسكنوا المخيمات على أراضيها بل تم دمجهم في المجتمع المصري ويحصلون على كافة الحقوق من مأكل ومشرب وتعليم وصحة وغيرها، رغم أن قدراتنا ليست على قدر كبير من التقدم مثل الدول الغنية لكن رغم ذلك تمت إتاحة ما لدينا لهم دون الكثير من الكلام ولم نسمح أن نكون معبرا لهم ليلقوا مصيراً قاسياً في البحر المتوسط أثناء هجرتهم إلى أوروبا.. ولم نفعل ذلك.
وتابع الرئيس: “إننا نتحدث عن رقم كبير جدا ليسوا 5 آلاف أو 10 آلاف يرفض أصدقاؤنا في أوروبا أن يستقبلوهم.. بل نتحدث عن 6 ملايين إنسان موجودين في مصر ليسوا بمعسكرات لاجئين، فلا يوجد في مصر معسكرات لاجئين على الإطلاق”.
وأعرب الرئيس السيسي عن سعادته بتناول هذا الموضوع المهم ضمن جلسات منتدى شباب العالم الرابع وربطه بجائحة كورونا وتأثيرها، لافتا إلى أن الجائحة كانت كاشفة وأن موضوع الهجرة وتعامل الدول معها هو أيضا كاشف لفكرة ومفهوم وممارسة حقوق الإنسان، وتساءل الرئيس: هل ستستقبلون من لا يملك فرصة أم تحافظون على مجتمعاتكم ومكتسباتكم وقدراتكم الاقتصادية ولستم مستعدين لأن تقدموا شيئاً لأحد؟.
وقال الرئيس السيسي،إن مصر نجت من الخراب والدمار الذي استهدف المنطقة العربية ، لافتا إلى ما تعرضت له ليبيا وسوريا واليمن والعراق والصومال ، مشيرا إلى معسكرات اللاجئين التي يتواجد بها ملايين البشر منذ 10 سنوات.
وحذر الرئيس السيسي من مخاطر استمرار ملايين الأطفال داخل معسكرات اللاجئين ،متسائلا : ماهو نتاج استمرارهم في تلك المعسكرات لمدة عشر سنوات، فالطفل الذي كان عمره 7 سنوات أصبح 17 سنة، وهم بالملايين وليسوا بالآلاف؟ ، مشيرا إلى وجود دول بها ما يقرب من 3 ملايين لاجئ علاوة على النازحين المتواجدين داخل معسكرات في هذه الدول.
وأضاف “من قام بالعمل على هدم هذه الدول لم يلتفت إلى أن عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول هو حق من حقوق الانسان ، حتى لا نخربها ولا نترك مواطنيها يعانون مثل ما يحدث في كل من: ليبيا وسوريا واليمن والصومال والعراق”.
وأكد الرئيس السيسي ضرورة أن ينتبه الشباب في أي دولة بالعالم وأن يكون لديهم العقلية النقدية لما يتم طرحه، بحيث يستمعون ويرون ثم يقررون بعقولهم، مشيرا إلى الدول التي تعرضت إلى الضرر والخراب وتم انتهاك حقوق الإنسان بها.
وأعرب الرئيس عن خشيته من أن يؤثر التنافس السياسي والمصالح على الاجراءات التي تتم وفي النهاية تكون ضحيتها دول تضيع شعوبها وتُخرّب ولا يكون لها مستقبل لمدة 50 أو100 سنة قادمة.
وقدم الرئيس السيسي ،في ختام مداخلته، الشكر لجميع المشاركين في الجلسة – بمن فيهم من هاجم مصر بمنتهى الشدة – قائلا:”شعرت أن الخطاب قاس جدا لكن صدقوني الواقع المتواجد في مصر ليس كذلك بالمرة ،وبالتالي هذا شكل من أشكال الإساءة بقصد أو بدون قصد للدولة المصرية”.