fbpx

وقفة مع شهر رجب .. لماذا سُمى بهذا الاسم .. وما هو واجب المسلم تجاهه؟!

20 يناير 2024آخر تحديث :
كتب: احمد على ضرار

وقفة مع شهر رجب .. لماذا سُمى بهذا الاسم .. وما هو واجب المسلم تجاهه؟!
أحبتى بدء منذو عدة ايام موسم الطاعات ولكل واحد منا موسم إن كان موسم فى العبادة أو موسم فى العمل أو موسم فى البيع والشراء.
فحديثنا عن محب مواسم الطاعات والقربات والنفحات شهر رجب: ورجب مأخوذ من التعظيم والتوقير فيقال “رجب المعظم”
وقد سموه بهذا الإسم لأن العرب كانوا يعظمون هذا الشهر الكريم فى الجاهلية ولا يقاتلون فيه ولا يستحلون القتال فيه فمن فضل الله على أمة النبى محمد صلى الله عليه وسلم أن جعل لهم مواسم لطاعات تضاعف فيها الحسنات وترفع الدرجات ويغفر فيها كثير من المعاصى والسيئات
فقد روى عن حبيبنا محمد أنه قال “اطلبوا الخير دهركم، وتعرضوا النفحات رحمة ربكم فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، فسألوا الله أن يستر عوراتكم ويُؤمن روعاتكم” الطبرانى والبيهقى
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لربكم فى أيام الدَهر نفحات- فتعرضوا لها، لعل أحدكم أن تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها ابدا) الطبرانى
شهر رجب من الأشهر الحُرُم وهى ثلاث على التوالى، ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب الفرض، قال تعالى
( إنٓ عـدَةَ االشهور عند الله اثنا عشر شهراً فى كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حُرُمٌ ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسهم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين). 36، التوبة فقد جمعت الأية الكريمة، الأشهر الحرم إجمالاً- وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فى حجة الوداع، تفصيلاً ( ألا إن الزمان قد إستدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حُرُمٌ ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمُحَرَمُ ورجبُ مُضَرْ الذى بين جُمَادى وشَعبَان). البخاري
لماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ( ورجب مضر الذى بين جمادى وشعبان). لأنه كان هناك قبيلتان من العرب كبيرتان، وهما قبيلة ربيعة وقبيلة مضر، وكانت قبيلة ربيعة تحرم شهر رمضان وتسميه رجباً، وكانت قبيلة مُضَرُ تحرم شهر رجب الذى هو بين جمادى وشعبان، وقد أكد النبى أنه هو الشهر الذي تحرمه مضر فقال ( ورجب مُضَرُ الذى بين جمادى وشعبان).
وهذه الأشهر الحُرُم قد اصطفاها المولى سبحانه
قال قتادة: إن الله اصطفى صفايا من خلقه اصطفى من الملائكة رسلاً ومن الناس رسلاً واصطفى من الكلام ذكره واصطفى من الأرض المساجد واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم واصطفى من الأيام يوم الجمعة واصطفى من الليالى ليلة القدر فعظموا ما عظم الله فإنما تعظم الأمور بما عظمها الله به عند أهل الفهم والعقل
العرب كانوا يعظمون الأشهر الحرم- فقد كان الرجل يلقى قاتل أبيه فلا يمد إليه يده ( ابن كثير)
لماذا جاءت الأشهر الثلاث متواليات ورجب الفرض منفرداً، لأجل أداء المناسك من الحج والعمرة، فَحُرم قبل الحج شهر وهو ذو القعدة، وحُرم شهر الحج وهو ذى الحجة، وحرم شهر بعد أداء المناسك وهو شهر المحرم، فقد حرم شهر قبل الحج ليستعدوا فيه وحرم شهر الحج لكى يؤدى الواحد منهم المناسك وهو أمن على نفسه ثم يرجع الي أهله وهو فى أمان فى شهر الله المحرم
قالوا عن شهر رجب
أبو بكر الوراق: قال شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان هو شهر السقى وشهر رمضان هو الحصاد-
وقال بعضهم:
السنة شجرة، وشهر رجب توريقها، وشهر شعبان أيام تفريعها، وشهر رمضان أيام قطفها،
واجب المسلم تجاه شهر رجب:
أولاً: أن يعظم هذه الأشهر الحرم.
ثانياً: أن يعظم الإنسان الحرمات لأنه الأمر جاء من الله بها. قال تعالى:
( ذلك ومن يعظم حُرُمات الله فهو خير له عند ربه) الحج30
ثالثاً: أن يكون الإنسان وقافاً عند أوامر الله تعالى ونواهيه.
رابعاً: كثرة الصيام فى رجب وفى الأشهر الحرم.
دليل فضل الصيام فى شهر رجب. من السنة المطهرة.
فقد روى أبو داود فى سننه. عن مجيبة الباهلية عن أبيها أو عمها أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم انطلق فأتاه بعد سنة وقد تغيرت حالته وهيئته فقال يا رسول الله أما تعرفنى؟. ( قال ومن أنت)؟ قال أنا الباهلى الذى جئتك عام الأول قال ( فما غيرك وقد كنت حسن الهيئة)؟ قال ماأكلت طعاماً منذ فارقتك إلا بليل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لما عذبت نفسك)؟
ثم قال (صم شهر الصبر ويوماً من كل شهر) قال ذدنى فإنى بى قوة قال (صم يومين) قال ذدنى قال (صم ثلاثة أيام) قال ذدنى قال (صم من الحُرُم واترك، صم من الحُرُم واترك وقال بأصابعه الثلاثة فضمها ثم أرسلها.
خامساً: قال تعالى:(فلا تظلموا فيهن أنفسكم) 36 التوبة.
فقد حرم الله الظلم بين العباد وحرمته فى الأشهر الحرم أشد.
♡ فقد روى أنس بن مالك عن رسول الله أنه قال
( الظلم ثلاثة فظلمُ لا يغفرهُ الله، وظلمُ يغفره الله، وظلمُ لا يتركهُ، فأما الظلم الذى لا يغفرهُ الله فالشرك ُ، قال تعالى: (إن الشرك لظلم عظيم) وأما الظلم الذى يغفرهُ الله فظلم العباد أنفسهم قيما بينهم وبين ربهم، وأما الظلم الذى لا يتركه الله فظلم العباد بعضهم بعضاً حتى يُدبرُ لبعضهم من بعضٍ.
وعليه يا معشر الموحدين فعلينا أن نغتنم هذه الهدايا الربانية، وأن نبادر بالصالحات فى موسم الطاعات فى هذا الشهر الفضيل، وأن نكثر فيه من الصيام، وصنائع المعروف وأن نبتعد عن الظلم، كفانا الله شره وإياكم والمسلمين أجمعين.